إسرائيل تستهدف الحوثيين في اليمن: رسالة تحذير مباشرة إلى إيران
بعد إطلاق الحوثيين للصواريخ: إسرائيل ترد بغارات على اليمن
كتبت – بريجيت محمد
يبدو أن الأزمة في الشرق الأوسط تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت، حيث تتوسع ملامح الصراع ليشمل لبنان، سوريا، والعراق. إسرائيل، أكثر إصرارًا من أي وقت مضى، تسعى لمواجهة أعدائها داخليًا وخارجيًا، في ظل دعم إيراني واضح لهؤلاء الأعداء. وقد شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون في غرب اليمن، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في الصراع.
رسالة إسرائيل إلى إيران عبر اليمن
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر انفجارات وأعمدة دخان تتصاعد من الحديدة. وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، علق على الهجمات عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا: “تابعت الهجوم على الحوثيين من غرفة القيادة، الرسالة واضحة: لا مكان بعيد جدًا بالنسبة لنا”.
وأضاف غالانت مقتبسًا من المزامير: “سأطارد أعدائي وأصل إليهم، ولن أعود حتى نهايتهم”.
تأتي هذه الهجمات بعد أنباء عن مقتل حسن نصر الله في غارات إسرائيلية على بيروت، وأيضًا بعد إطلاق الحوثيين ثلاثة صواريخ باليستية على إسرائيل هذا الشهر.
وقد استهدفت الهجمات الإسرائيلية محطة الحديدة لتوليد الكهرباء ومطار الحديدة الدولي، في محاولة واضحة لإضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة دعمهم للمقاومة في غزة ولبنان.
دور الجيش الإسرائيلي في الهجمات
شارك العشرات من الطائرات الإسرائيلية، بما في ذلك مقاتلات وطائرات تزود بالوقود وطائرات تجسس، في الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية يستخدمها الحوثيون في ميناء رأس عيسى.
وفقًا للجيش الإسرائيلي، هذه المواقع تُستخدم لنقل الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة، بما في ذلك النفط والإمدادات العسكرية.
وقد يكون لهذه الهجمات تأثير كبير على المدنيين في المنطقة، حيث يعد ميناء الحديدة من أهم نقاط العبور للمساعدات الإنسانية.
تعاون أمريكي-إسرائيلي في العملية
أفادت التقارير بأن إسرائيل أبلغت القيادة المركزية الأمريكية قبل تنفيذ الهجمات. في هذه الأثناء، أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بقاء مجموعة حاملة الطائرات الضاربة التابعة لحاملة “يو إس إس أبراهام لينكولن” في المنطقة، وذلك لضمان منع إيران من استغلال الوضع.
وأكد أوستن أن الولايات المتحدة ستتخذ “جميع الإجراءات اللازمة” لحماية مصالحها في المنطقة إذا حاولت إيران أو حلفاؤها توسيع الصراع.
أهمية الحديدة في الحرب اليمنية
في عام 2018، حاولت القوات اليمنية الموالية للحكومة استعادة مدينة الحديدة، ثاني أكبر مدينة يسيطر عليها الحوثيون بعد صنعاء.
وقد كان من المتوقع أن تسفر المعركة عن كارثة إنسانية، حيث تعتبر الحديدة نقطة حيوية لنقل معظم المساعدات الغذائية والطبية للشعب اليمني.
بعد وقف إطلاق النار، تمكن الحوثيون من الحفاظ على سيطرتهم على المدينة، مما سمح لهم بمواصلة الهجمات على السفن الغربية في البحر الأحمر.
الموقف الإيراني والحوثي بعد الهجوم
تشير التقارير إلى أن الحوثيين لا يزالون ملتزمين بمواصلة هجماتهم ضد إسرائيل.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الحوثية مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 40 آخرين جراء الغارات.
من جانبه، أكد المسؤول الحوثي نصر الدين عامر أن إسرائيل لن تنجح في إيقاف عملياتهم.
وفي الوقت نفسه، تعكف إيران على دراسة ردها على مقتل حسن نصر الله وعدد من قادة حزب الله.
ورغم أن إيران لا تظهر أي نية للتدخل المباشر حتى الآن، إلا أن الموقف يتصاعد تدريجيًا مع تزايد التهديدات.
ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك؟
في ظل تصاعد التوترات، يبدو أن إسرائيل قد تركز على توجيه ضربات مباشرة لإيران، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة والفراغ الذي قد يحدث في الساحة السياسية الأمريكية مع اقتراب الانتخابات.
وفي الوقت نفسه، يتوقع أن حزب الله سيواصل تجهيز نفسه للرد، رغم أنه من غير المتوقع أن يأتي هذا الرد من لبنان في الوقت الحالي.
الختام
الصراع في الشرق الأوسط مستمر في التصعيد، مع تفاقم الأوضاع في اليمن والتهديدات المستمرة من إيران وحلفائها. العالم يترقب ما يمكن أن يحدث في الأيام والأسابيع المقبلة، مع تحركات دبلوماسية وعسكرية قد تغير مسار الأحداث.
اقرأ أيضا: