أزمة الهجرة تزداد تعقيدًا: تعليق شنغن وهولندا تسعى للانسحاب من ميثاق الهجرة
قرار ألمانيا بتعليق شنغن يشعل النقاش حول سياسات الهجرة في أوروبا
كتبت:بريجيت محمد
هولندا تطلب الانسحاب من ميثاق الهجرة وسط تعليق شنغن
في ظل الجدل حول قرار ألمانيا تعليق اتفاقية شنغن على جميع حدودها،تقدمت هولندا بطلب للانسحاب من ميثاق الهجرة.
هذا الميثاق أصبح قانونًا للاتحاد الأوروبي بالفعل. يُذكر أن المجر، بقيادة فيكتور أوربان، قدمت طلبًا مشابهًا. إضافة إلى ذلك، هدد أوربان بإرسال حافلات مليئة بالمهاجرين إلى بروكسل إذا فُرضت غرامة على بلاده.
خطوات هولندا والمجر تجاه الهجرة
تستعد مارجولين فابر، وزيرة اللجوء في الحكومة الهولندية، لتقديم طلب رسمي للانسحاب الأسبوع المقبل.
الحكومة الجديدة يقودها اليمين المتطرف المعادي للأجانب، بقيادة خيرت فيلدرز.
هذا الطلب موجود بالفعل في برنامج حزب الحرية (PVV) الذي يرأسه فيلدرز.
كما أكد رئيس الوزراء، ديك شوف، أن هذه الخطوة تتماشى مع تعهداته الانتخابية.
موقف الاتحاد الأوروبي من انسحاب هولندا
من جانبها رفضت المفوضية الأوروبية الطلب الهولندي، مؤكدة على لسان كبير المتحدثين إريك مامر أن “هذا التشريع تمت الموافقة عليه بالفعل ولا يمكن الحصول على إعفاء من اللوائح المعمول بها”.
وأضاف مامر أن ميثاق الهجرة الذي سيدخل حيز التنفيذ بالكامل بحلول عام 2026، يهدف إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
السياسة المتشددة لهولندا تجاه المهاجرين
تعتزم فابر إعلان حالة “أزمة اللجوء”، وهي خطوة ستتيح للحكومة اتخاذ تدابير استثنائية.
هذه الإجراءات تشمل تعليق جميع طلبات اللجوء، دون الحاجة لموافقة البرلمان. كذلك، قد يتم إعادة طالبي اللجوء السوريين والأوكرانيين إلى بلدانهم.
تعليق شنغن وتأثيره على دول الاتحاد الأوروبي
أثار قرار ألمانيا بتعليق اتفاقية شنغن لمدة ستة أشهر قلقًا واسعًا. من المتوقع أن يمتد هذا التعليق لعامين على الأقل.
القرار جاء نتيجة الهجوم الإرهابي الذي نفذه إسلامي سوري في زولينجن. كذلك، تم إحباط هجوم آخر في ميونيخ.
يخشى المراقبون أن دولًا أخرى، مثل النمسا وفرنسا والدنمارك، قد تتبع خطى ألمانيا.
ردود الأفعال على التهديدات المجرية
في المقابل، هدد رئيس الوزراء المجري أوربان بإرسال حافلات مليئة بالمهاجرين إلى بروكسل إذا تم تأكيد الغرامة البالغة 200 مليون يورو التي فرضتها محكمة الاتحاد الأوروبي على بلاده.
وقد أدانت بلجيكا والمفوضية الأوروبية هذا التهديد بشدة.
تراجع تدفقات الهجرة في وسط البحر المتوسط
في سياق آخر، أظهرت بيانات فرونتكس انخفاض تدفقات الهجرة عبر وسط البحر الأبيض المتوسط. التراجع بنسبة 64% خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 مقارنة بعام 2023.
يعود هذا الانخفاض إلى التدابير الوقائية التي اتخذتها دول مثل تونس وليبيا وتركيا. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الاتفاقيات التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع هذه الدول في تقليل التدفقات.
اقرأ أيضا:
“وصول قارب صيد بـ 531 مهاجرًا ولاجئًا إلى إيطاليا: رحلة خطرة عبر البحر تكشف مأساة الهجرة”
التعليقات متوقفه