“76 عامًا و10 درجات علمية: ميشيل كارموسينو يُثبت أن التعلم لا يتوقف”

"ميشيل كارموسينو: العمر ليس عائقًا أمام تحقيق الطموحات"

1٬449

كتبت:سارة غنيم
في عالمنا الذي يحيط به الكثير من الضغوط، قد يشعر البعض أن الشيخوخة تحمل معها نهاية الفرص والتحديات. لكن قصة ميشيل كارموسينو، المعروف بلقب “ميمو”، تبرز كمثال ملهم عن التفوق والتعلم المستمر بغض النظر عن العمر.

في حياته، كان الرجل البالغ من العمر 76 عامًا، ميشيل كارموسينو، المعروف للجميع باسم “ميمو” من موليزي، شخصًا متعدد الأبعاد، إذ كان مهندسًا ومحاميًا، شغل مناصب سياسية وإدارية وأدار شركات الرعاية الصحية.

لقد حقق ذلك بفضل التزامه المستمر وتفانيه في الدراسة، والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم مع درجته العاشرة في التواصل الطبي الحيوي العلمي.

تُعد قصته مصدر إلهام للكثيرين، فقد بدأ دراسته الجامعية في روما في جامعة لا سابينزا، بينما كان يقضي عطلات نهاية الأسبوع في مسقط رأسه في إيسيرنيا مع والدته.

في عام 1972، حصل على شهادة في الهندسة، ومع مرور الوقت، تزوج من باولا، وأنجبا ابنتين. لكن في عام 1996، قرر العودة إلى الجامعة لمواصلة تحصيله العلمي، وحصل على شهادة في القانون ليتماشى مع عمله المهني.

“عملت كمهندس في شركة Sip، وبعد اجتيازي امتحان الدولة، بدأت أيضًا ممارسة المحاماة. ولكن لم أشعر بأنني حققت الفضول الذي كنت أبحث عنه، فقررت مواصلة الدراسة”، كما يقول في حديثه مع صحيفة ” Repubblica “الايطالية .

ولم يتوقف “ميمو “عند هذا الحد، بل واصل تحصيله الأكاديمي، ليحصل على درجات متعددة في مجالات الاقتصاد والأعمال والأدب والعلوم السياسية.

وفي سن 63، كان قد حصل بالفعل على ثماني شهادات، ثم قرر التوجه لدراسة الطب، ليحقق هذا الهدف أيضًا.

قبل عامين، حصل على مؤهل في الطب، ودرس مرض الزهايمر، حيث اقترح مشرفه أن ينشر أطروحته حول هذا الموضوع، فأجابه مازحًا: “نحن هنا بحاجة إلى شخص يعتني بي”.

ومنذ ذلك الحين، التحق بدراسات جديدة في التاريخ والفن، مؤكدًا أن “الذاكرة لا تزال قائمة، رغم أن الكلمات قد تختلط أحيانًا”.

في إحدى الامتحانات، لم يستطع تذكر اسم النحت الشهير “كيوبيد وسايكي” لأنطونيو كانوفا، إلا أنه أصر على الحصول على اعلي درجة ولم يرض بأقل منها. في النهاية، نال التقدير والثناء.

واعتبر ميمو أن سر نجاحه يكمن في عزمه وإرادته التي لا تلين، حيث قال: “في اليوم السابق للامتحان، لا أفتح الكتب. أسترجع كل ما تعلمته من خلال التفكير والتأمل”. كما أهدى ميمو كل أطروحة لزوجته الراحلة، باولا، التي توفيت قبل 20 عامًا، وكتب في كل أطروحة عبارة “إلى ما لا نهاية، كل شيء مثل كل لحظة في حياتي، مكرسة لباولا”.

قصته تبرز حقيقة أن العمر ليس عائقًا أمام الاستمرار في التعلم والنمو الشخصي، وأن الإنسان يمكن أن يحقق طموحاته مهما تقدم به العمر.

تعتبر قصة ميشيل مصدر إلهام لكل من يشعر بأن الزمن قد سرق منه فرصه أو أنه لم يعد هناك وقت لتحقيق أحلامه. في الواقع، لم يكن العمر بالنسبة له حاجزًا، بل كان دافعًا ليواصل تحدي نفسه ويحقق المزيد. هي دعوة لكل شخص ألا يتوقف عن السعي وراء شغفه، مهما كانت التحديات أو العمر..

Visited 9 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه