ترامب يحذر الأمريكيين: رفوف فارغة وارتفاع أسعار بسبب الحرب التجارية مع الصين
ميناء لوس أنجلوس يتوقع انخفاضًا حادًا بنسبة 35٪ في حجم الشحنات القادمة من آسيا
واشنطن – خاص – الجمهورية والعالم
في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حذّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من تداعيات موجعة قادمة للاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا أن “الزلزال الحقيقي في الأسعار لم يبدأ بعد”.
ورغم محاولات طمأنة الشارع الأمريكي، أقرّ ترامب بأن المستهلكين قد يضطرون إلى تغيير عاداتهم الاستهلاكية، متوقعًا تأثيرًا مباشرًا على توافر المنتجات وأسعارها.
قال ترامب في تصريحات لوسائل الإعلام، في أعقاب تحذيرات من كبار مسؤولي شركات البيع بالتجزئة، إن الأطفال قد يضطرون إلى الاكتفاء بلعبتين فقط بدلًا من 30، وقد تكون بأسعار أعلى مما اعتاد عليه الأمريكيون. وأضاف: “معظم ما نستورده من الصين لسنا بحاجة إليه فعليًا”.
أزمة شحن ورفوف فارغة: سيناريو محتمل خلال الصيف
بحسب تقديرات رسمية نقلتها مجلة “نيوزويك”، قد تبدأ آثار الانخفاض الحاد في الواردات بالظهور خلال هذا الشهر، حيث حذّرت سلطات الموانئ الأمريكية من انخفاض كبير في حجم الشحنات القادمة من الصين.
ويأتي هذا على خلفية قرار العديد من شركات التجزئة الأمريكية الكبرى بتعليق طلبات الشحن من الصين، نتيجة الرسوم الجمركية الباهظة.
ويرجّح مراقبون أن يشهد السوق الأمريكي موجة نقص مشابهة لما حدث خلال ذروة جائحة كوفيد-19، وهو ما قد يؤثر سلبًا على ثقة المستهلك، وربما حتى على شعبية الحزب الجمهوري مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في عام 2026.
ميناء لوس أنجلوس: تراجع الشحن بنسبة 35%
من جهته، صرّح المدير التنفيذي لميناء لوس أنجلوس، جين سيروكا، لقناة CNBC، بأن حجم الشحنات القادمة من آسيا يتجه للانخفاض بأكثر من 35% مقارنة بالعام الماضي. وأوضح أن ربع الرحلات البحرية المجدولة لشهر مايو قد تم إلغاؤها بالفعل، وهو ما يُعد مؤشرًا خطيرًا على تعمق الأزمة.
وتشير بيانات “Sea-Intelligence”، وهي منصة متخصصة في تحليل حركة الشحن البحري، إلى ارتفاع حاد في عدد الرحلات البحرية الملغاة بين آسيا والولايات المتحدة، حيث وصلت الحاويات الملغاة من 60 ألفًا في نهاية مارس إلى أكثر من 367 ألفًا بحلول منتصف أبريل.
الحكومة الأمريكية: تفاؤل حذر وأمل باتفاق قريب
في المقابل، أعرب وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بسنت، عن تفاؤله بإمكانية تجاوز الأزمة، مشيرًا إلى أن بعض تجار التجزئة استبقوا الأزمة بطلب شحنات احتياطية مسبقًا، مما قد يخفف من حدة النقص في المدى القصير.
وأوضح بسنت: “لدينا تجار أذكياء، وأعتقد أنهم طلبوا كميات كافية مسبقًا. كما أننا سنبحث عن موردين جدد خارج الصين، وسنرى مدى استعداد بكين للتراجع عن التصعيد وبدء مفاوضات لخفض التعريفات”.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الصين يُنهي التصعيد الحالي ويعيد التوازن لحركة التجارة، في وقت نفت فيه بكين نيتها الدخول في مفاوضات قريبة، معتبرة أن السياسات الأمريكية الحالية “غير مستدامة”.
اقرأ أيضا:
سياسة “السلام مقابل المال”: استراتيجية ترامب التي لم تفهمها أوروبا
التعليقات متوقفه