من الحلبة إلى المنبر.. كيف غيرت تجربة الموت حياة جورج فورمان؟

واشنطن – توفي بطل العالم السابق في الملاكمة للوزن الثقيل جورج فورمان عن عمر ناهز 76 عامًا، وفقًا لما أعلنته عائلته في بيان رسمي. وُلد فورمان عام 1949 في ولاية تكساس، وحقق خلال مسيرته الاحترافية إنجازات استثنائية، إذ خاض 81 نزالًا، حقق خلالها 76 انتصارًا، من بينها 68 بالضربة القاضية، مقابل 5 هزائم فقط.

محطة لا تُنسى: مواجهة محمد علي

يظل اسم فورمان مرتبطًا بإحدى أشهر النزالات في تاريخ الملاكمة، حيث واجه محمد علي في عام 1974 بزائير، في النزال الشهير “Rumble in the Jungle”. حينها، دخل فورمان الحلبة حاملاً لقب بطل العالم، لكنه خسر المواجهة في الجولة الثامنة بالضربة القاضية، ليتنازل عن لقبه وهو في الخامسة والعشرين من عمره.

التحول الديني والاعتزال الأول

في عام 1977، وبعد هزيمته أمام جيمي يونغ في بورتوريكو، مر فورمان بتجربة غيرت مجرى حياته. أثناء وجوده في غرفة تبديل الملابس، تعرض لارتفاع شديد في الحرارة، وعاش ما وصفه لاحقًا في سيرته الذاتية “God in My Corner” بأنه تجربة قريبة من الموت.

ووفقًا لروايته، سمع حينها صوتًا إلهيًا دفعه إلى تغيير مسار حياته. إثر هذه التجربة، قرر الاعتزال في سن 28 عامًا، وأصبح وزيرًا دينياً في كنيسة بهيوستن، حيث كرس عقدًا من حياته للعمل الخيري والتبشير ومساعدة الشباب عبر “مركز جورج فورمان للشباب”.

العودة إلى الحلبة وتحقيق إنجاز تاريخي

بعد 10 سنوات من الابتعاد عن الملاكمة، فاجأ فورمان الجميع بعودته إلى الحلبة عام 1987. في عام 1994، وهو في الـ45 من عمره، صنع التاريخ مجددًا بفوزه على مايكل مورر، ليصبح أكبر بطل عالمي للوزن الثقيل سنًا في التاريخ. أنهى مسيرته الاحترافية عام 1997 بعد خسارته أمام شانون بريجز.

حياته الشخصية والمشروعات التجارية

تزوج فورمان خمس مرات، وكان أبًا لـ 12 طفلًا، أطلق اسم جورج على خمسة منهم. بعد اعتزاله الملاكمة نهائيًا، تحول إلى عالم الأعمال، حيث أطلق “George Foreman Grill”، وهي شواية شهيرة بيع منها أكثر من 100 مليون وحدة حول العالم. في عام 1999، باع حقوقها التجارية مقابل 138 مليون دولار، ليصبح واحدًا من أنجح الرياضيين في مجال ريادة الأعمال.

وداع عائلة فورمان

في بيان رسمي، وصفت عائلة فورمان الراحل بأنه “رجل ذو إنسانية عظيمة، بطل أولمبي، وبطل العالم للوزن الثقيل مرتين، يحظى باحترام واسع”. وأضاف البيان: “لقد كانت قوته دائمًا في خدمة الخير، وكان رجلاً منضبطًا، متمسكًا بمبادئه الأخلاقية، وحارسًا على إرثه.

نحن ممتنون لكل الحب والدعم، ونطلب الخصوصية بينما نكرم حياة رجل استثنائي”.

إرث خالد

من ملاكم أسطوري، إلى داعية ديني، ثم رجل أعمال ناجح، ترك جورج فورمان بصمة لا تُنسى في عالم الملاكمة وخارجه، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الرياضة إلى الأبد.