مقتل موظفين من السفارة الإسرائيلية في واشنطن بإطلاق نار قرب متحف يهودي.. والمهاجم يهتف: “حرية لفلسطين”

قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية لدى الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، جراء إطلاق نار أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية واشنطن، في حادث وصفته إسرائيل بأنه “عمل إرهابي معادٍ للسامية”.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، في بيان رسمي: “فقدنا اثنين من أعضاء طاقم السفارة الإسرائيلية في هجوم عبثي وقع مساء اليوم قرب المتحف اليهودي”. وأكدت السلطات الأمريكية توقيف المشتبه به، الذي كان يتجول خارج المتحف قبل أن يطلق النار على الضحيتين.

ووفق إفادات شهود وتقارير إعلامية محلية، صرخ المهاجم عبارة “الحرية لفلسطين” أثناء توقيفه من قبل الشرطة، في ما يبدو أنه دوافع سياسية مرتبطة بالنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. ونقلت شبكة “NBC” عن مسؤولين قولهم إن الضحيتين هما موظف في السفارة الإسرائيلية وشريكته، وكانا يحضران فعالية استضافتها اللجنة اليهودية الأميركية (AJC) داخل المتحف.

وأكدت مصادر دبلوماسية أن الضحية الأولى، ويُدعى يارون، كان يخطط للتقدّم لخطبة شريكته خلال رحلة قريبة إلى إسرائيل، وكان قد اشترى خاتم الخطوبة بالفعل. أما الضحية الثانية فهي سارة ميلغريم، موظفة يهودية أميركية تعمل في السفارة. توفي أحد الضحايا في موقع الحادث، بينما نُقلت الثانية إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، قبل أن يُعلن عن وفاتها لاحقاً.

وقالت اللجنة اليهودية الأميركية في بيان: “يارون وسارة كانا زميلَين وصديقَين عزيزَين، وكانا في أوج عطائهما المهني والشخصي. لقد قُتلا على يد إرهابي أثناء مغادرتهما فعالية في المتحف اليهودي في العاصمة”.

في السياق ذاته، قالت شاهدة العيان سارة مارينوزي لشبكة “CNN” إن المشتبه به “تظاهر بأنه شاهد عيان وطلب من الأمن الاتصال بالشرطة، قبل أن يعترف بفعلته عند وصولهم، قائلاً: لقد فعلت ذلك من أجل غزة. حرّروا فلسطين”. وأكدت مارينوزي أن سلوك الرجل كان غير مستقر، وأنه بقي في موقع الجريمة لأكثر من 10 دقائق بعد إطلاق النار، قبل أن يتحمل مسؤولية الهجوم علنًا.

ويأتي هذا الهجوم وسط أجواء توتر دولي متزايدة على خلفية الحرب في غزة، والتي خلفت موجة من التظاهرات والاحتجاجات حول العالم، بعضها حمل اتهامات لإسرائيل بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.

ولا تزال السلطات الأمريكية تحقق في ملابسات الحادث ودوافع منفذه، بينما طالبت إسرائيل بتوضيحات عاجلة وتشديد الإجراءات الأمنية لحماية ممثليها الدبلوماسيين في الخارج.