لوس أنجلوس تشتعل: احتجاجات عنيفة على مداهمات الهجرة ونشر الحرس الوطني

0 163

تشهد مدينة لوس أنجلوس حالة غير مسبوقة من الفوضى والاحتجاجات بعد تصعيد من السلطات الفيدرالية، تمثّل في مداهمات واسعة استهدفت مهاجرين غير شرعيين ونشر قوات من الحرس الوطني بأمر مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

المشاهد التي تملأ شوارع المدينة، من سيارات محترقة وطرق مغلقة واشتباكات عنيفة، تعيد إلى الأذهان أيام الاحتجاجات الكبرى التي شهدتها البلاد عام 2020.

ترامب: “تحرير لوس أنجلوس

في تصريح مثير للجدل، وصف ترامب مدينة لوس أنجلوس بأنها “محتلة من المهاجرين والمجرمين”، مؤكداً عزمه “تحريرها” من هذا الواقع. وأعلن الرئيس إرسال قرابة ألفي جندي من الحرس الوطني إلى المدينة، ضمن حملة أوسع لملاحقة وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، قائلاً: “سيُعاد النظام، وسيُرحل المخالفون، وسنحرر المدينة”.

اندلاع الاحتجاجات: الجمعة الدامية

انطلقت شرارة الاحتجاجات يوم الجمعة 7 يونيو، عقب إعلان السلطات اعتقال 44 مهاجراً. تصاعدت التظاهرات بسرعة، وتحولت إلى اشتباكات عنيفة استُخدم فيها الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، والقنابل الصوتية.

آلاف المتظاهرين تجمعوا في محيط قاعة المدينة والمراكز الفيدرالية ومركز الاحتجاز، فيما أُعلنت مناطق واسعة “أماكن تجمع غير قانوني”.

وتداولت وسائل إعلام محلية وعالمية صوراً ومقاطع فيديو تظهر سيارات مشتعلة، ومحتجين يفرّون وسط سحب الدخان، وآخرين يرفعون لافتات تطالب بوقف عمليات الترحيل. كما أُغلقت عدة طرق رئيسية في المدينة.

 

احتجاجات لوس أنجلوس ضد مداهمات الهجرة ونشر الحرس الوطني بقرار من ترامب

اشتباكات واعتقالات ونهب

أكدت شرطة لوس أنجلوس استخدام “ذخائر غير فتاكة” ضد المتظاهرين بعد تسجيل أعمال شغب وعمليات نهب طالت متاجر في الحي المالي. وأعلنت السلطات اعتقال ما لا يقل عن عشرة أشخاص خلال المواجهات.

وقال قائد الشرطة جيم ماكدونيل: “مهمتنا ليست تسييس عمل الشرطة، بل ضمان أمن وسلامة الجميع”.

معارضة محلية وفيدرالية للتصعيد

من جهتها، أعربت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، عن رفضها الصريح لنشر الحرس الوطني، واعتبرت أن وجود القوات الفيدرالية تسبب في “فوضى متعمدة”.

وأضافت: “القوات نُشرت بطريقة استفزازية. الوضع كان تحت السيطرة قبل التدخل الفيدرالي”.

كما وصف حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، قرار ترامب بأنه “تحريضي ومبالغ فيه”، محذراً من تفاقم التوترات بدلاً من تهدئتها. وعلّقت نائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، التي تقيم في المدينة، على الخطوة بقولها: “ما يحدث هو تصعيد متعمد يهدف إلى خلق الانقسام ونشر الذعر”.

مخاوف من التوسع

وسط هذه الأحداث، يتخوف مراقبون من أن تمتد دائرة الاحتجاجات إلى مدن أخرى مثل نيويورك وشيكاغو، حيث تستعد سلطات الهجرة لتنفيذ مداهمات مماثلة.

وهدد ترامب بإرسال الحرس الوطني إلى أي مدينة “تقاوم تطبيق القانون”، مضيفاً: “لن نسمح بتشريق البلاد بهذا الشكل”.

Visited 9 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق