كيف تغيّر الرياضة صورة السعودية عالميًا؟ نظرة على استراتيجيات محمد بن سلمان

1٬017

كتبت:بريجيت محمد
تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها كقوة رياضية عالمية، بعد فوزها بتنظيم كأس العالم 2034. يُعد هذا الإنجاز خطوة استراتيجية في مسيرة التحول الذي تقوده المملكة،
حيث يسهم في تعزيز صورتها العالمية وانفتاحها على السياحة الدولية، على الرغم من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجهها.

كأس العالم: جائزة رياضية وسياسية

يمثل تنظيم كأس العالم انتصارًا كبيرًا للأمير محمد بن سلمان، الذي اعتمد الرياضة الدولية كأداة لتأكيد صورة المملكة الجديدة عالميًا. خلال السنوات الماضية، استضافت السعودية بطولات رياضية كبرى في التنس، الجولف، الفورمولا 1، والملاكمة، بالإضافة إلى توقيع عقود ضخمة لاستقطاب نجوم رياضيين عالميين مثل كريستيانو رونالدو.

إلا أن هذا النجاح الرياضي صاحبه انتقادات دولية تتعلق بسجل حقوق الإنسان في المملكة، خاصة فيما يتعلق بحقوق العمال الوافدين في مواقع البناء.

ومع ذلك، حظي القرار بتأييد سياسي واسع، حيث صوتت 140 هيئة كروية لصالح السعودية من بين 211 هيئة تابعة للفيفا.

الانفتاح الاجتماعي والتطور الحقوقي

يتزامن فوز المملكة بتنظيم كأس العالم مع تغييرات اجتماعية وحقوقية بارزة، أبرزها تخفيف القيود على المرأة، مثل السماح لها بقيادة السيارة والسفر بمفردها، وإلغاء إلزامية الحجاب.

تأتي هذه الخطوات ضمن رؤية المملكة لجذب السياحة الدولية، التي كانت في الماضي مقتصرة على الحجاج المسلمين.

تراجع النفوذ النفطي

في الوقت الذي تحتفل فيه المملكة بانتصارها الرياضي، تواجه تحديات في قطاع النفط، الذي كان يمثل ركيزة قوتها الاقتصادية لعقود.

مع تراجع الطلب من الصين والأزمات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة ودول أخرى، أصبحت السعودية أقل قدرة على فرض استراتيجياتها التقليدية في أوبك.

رغم محاولات السعودية ضبط الإنتاج، فإن انسحاب دول مثل أنجولا وزيادة إنتاج الإمارات أثّرا على أسعار النفط عالميًا، ما أدى إلى تقلص قدرة المملكة على تحقيق أرباح طويلة الأجل.

محمد بن سلمان يعزز صورة المملكة العالمية من خلال الرياضة

العلاقات السعودية-الصينية: شراكة استراتيجية

في ظل تراجع دورها النفطي التقليدي، تعمل السعودية على تعزيز علاقاتها مع الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم.

توسعت الشراكة بين البلدين لتشمل قطاعات التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، مع استثمارات صينية بلغت 21.6 مليار دولار في السعودية منذ 2021.

يشير هذا التعاون إلى تحول استراتيجي في السياسة الاقتصادية السعودية، حيث تسعى إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد الكامل على النفط، وتحقيق رؤيتها 2030 بقيادة الأمير محمد بن سلمان.

تحديات سياسية واقتصادية

رغم نجاحاتها الرياضية والاقتصادية، تواجه المملكة تحديات سياسية في الشرق الأوسط، أبرزها التوترات مع إيران والجمود المؤقت في ملف التطبيع مع إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد مشاريع كبرى مثل “نيوم” تأخيرات بسبب قيود تمويلية، مما يضع ضغوطًا إضافية على القيادة السعودية لتحقيق أهدافها الطموحة.

إقرأ أيضا:
محمد بن سلمان يقود السعودية نحو التحضر: فعاليات الرياض الفنية تتحدث
إبراهيم عيسى لـ الأمير محمد بن سلمان : تجديد حقيقي وشجاعة مقدامة سوف تؤثر بقوة في الواقع العربي .. والإنساني كله
السعودية تعيد توجيه استثماراتها: التركيز على مشاريع داخلية كبرى وتخفيف الاعتماد على النفط

Visited 34 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه