كتبت : بريجيت محمد
كشفت تقارير إعلامية عن وجود اتصالات أمنية سرية بين تركيا وإسرائيل تجري حاليًا في العاصمة الأذربيجانية باكو، تهدف إلى احتواء التوتر المتصاعد بين البلدين في الساحة السورية، وذلك بعد أن شهدت الأيام الماضية تحركات عسكرية تركية ضد الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية، وفقًا لما أفاد به موقع “ميدل إيست آي”.
وتأتي هذه المحادثات وسط تصاعد القلق في تل أبيب من الدور العسكري المتنامي لتركيا في سوريا، خاصة بعد أن أعلنت أنقرة عن دعمها لحكومة دمشق الجديدة بقيادة أحمد الشرع، والتي برزت بعد سقوط نظام بشار الأسد.
توتر متزايد على الأرض السورية
في الآونة الأخيرة، شنت تركيا عمليات ضد طائرات إسرائيلية كانت تشن غارات في الأجواء السورية، ما دفع إسرائيل إلى نشر قوات على الحدود الشمالية وتكثيف ضرباتها لمنشآت سورية.
ومع تصاعد حدة التصريحات التركية المناهضة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية بين البلدين، حذّر مراقبون من احتمالية انزلاق التوتر إلى مواجهة عسكرية مباشرة في سوريا.
دور أذربيجان: وسيط بين الحليفين
تلعب أذربيجان دور الوسيط النشط في هذه المحادثات، مستفيدة من علاقاتها القوية مع تركيا وتحالفاتها التجارية والاستراتيجية مع إسرائيل. وتحرص باكو على منع أي تصعيد يمكن أن يُحدث شرخًا في التوازن الإقليمي، خصوصًا أن سوريا أصبحت ساحة نزاع مفتوحة أمام عدة قوى.
القلق الإسرائيلي من تدمر والدفاعات التركية
تشير التقارير إلى أن مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا قد تتحول إلى نقطة تماس خطيرة، مع احتمالية نشر أنقرة تجهيزات عسكرية متقدمة هناك، أبرزها رادارات وطائرات مسيّرة تهدف إلى دعم دمشق في مواجهة تنظيم داعش والانفصاليين الأكراد.
وزاد من توجس إسرائيل إعلان تركيا عن نيتها نشر منظومة الدفاع الصاروخي S-400 الروسية، ما قد يهدد حرية تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية ويجعل عملياته مرصودة ومحاصرة بأنظمة دفاع جوي تسيطر عليها أنقرة.
مفاوضات مرتقبة لحل وسط قبل يوليو
من المنتظر أن تعود الوفود الأمنية التركية والإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة، في مسعى للتوصل إلى حل يرضي الطرفين بحلول نهاية يوليو، وفقًا لمصادر دبلوماسية مطلعة.
وتسعى إسرائيل إلى الحفاظ على حرية حركتها الجوية في سوريا، ومنع استخدام المنظومات التركية ضد أهدافها. كما تعمل على تجنب تحول سوريا إلى جبهة تهديد مستمرة عبر التفاهم مع أنقرة حول قواعد الاشتباك.
بادرة سورية… ووثائق عن إيلي كوهين
في تطور مفاجئ، كشفت وكالات دولية أن الحكومة السورية سلمت مؤخرًا لإسرائيل وثائق تتعلق بجاسوس الموساد الشهير إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965.
وتُعتبر هذه الخطوة “بادرة انفتاح رمزية” في سياق التفاهمات الإقليمية الجارية.
جدير بالذكر أن قصة إيلي كوهين ألهمت المسلسل الشهير “The Spy”، ولا تزال تُعد من أبرز قصص التجسس في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي.
التعليقات متوقفه