ترامب يلوّح بإجراءات لاستعادة قناة بنما: ماذا يعني ذلك لبنما والعالم؟

رد قوي من بنما على تصريحات ترامب: "القناة ستبقى ملكاً لبنما"

854

كتبت:سارة غنيم
أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الجدل من جديد بتصريحاته حول ضرورة استعادة الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية التي تفرضها بنما على السفن الأمريكية مرتفعة للغاية.

وأكد ترامب خلال تجمع سياسي في ولاية أريزونا أن “قناة بنما سُرقت منا” وأن الولايات المتحدة تخلت عنها دون حكمة.

كما حذر من “وقوع القناة في الأيدي الخطأ”، في إشارة إلى النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة.

قناة بنما: تاريخ طويل من الهيمنة الأمريكية

قناة بنما، التي يبلغ طولها 82 كيلومتراً، هي ممر مائي اصطناعي يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، مما يختصر طريق الملاحة حول أمريكا الجنوبية.

بدأت فرنسا المشروع في عام 1881 لكنها لم تتمكن من إنجازه، لتتولى الولايات المتحدة العمل في 1904 وتفتتح القناة في 1914.

استمرت الولايات المتحدة في السيطرة على القناة حتى توقيع اتفاقية عام 1977 بين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وبنما، والتي نصت على إدارة مشتركة بين الجانبين حتى انتقال السيطرة الكاملة إلى بنما في 1999.

التوترات بين ترامب وبنما

اتهم ترامب الحكومة البنمية بفرض رسوم “تعسفية” على مرور السفن، مهدداً بالسعي لاستعادة القناة إذا لم تُحترم المبادئ القانونية والأخلاقية لاتفاقية التنازل.

ورد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو قائلاً: “كل متر مربع من قناة بنما هو ملك لبنما وسيبقى كذلك”.

وأكد أن تحديد الرسوم يعتمد على عوامل اقتصادية مدروسة، مشيراً إلى أن التكاليف تدعم عمليات تحسين القناة التي توسعتها بنما مؤخراً بمبادرة وطنية.

الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية لقناة بنما

تعتبر قناة بنما أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر عبرها حوالي 14,000 سفينة سنوياً، مما يشكل 5% من التجارة البحرية العالمية. تلعب القناة دوراً حيوياً في استيراد السيارات والسلع التجارية من آسيا إلى الولايات المتحدة، وكذلك في تصدير المواد الخام الأمريكية مثل الغاز الطبيعي.

من ناحية أخرى، زادت الصين من وجودها الاقتصادي في بنما، وأصبحت من أبرز مستخدمي القناة، دون أن تسيطر عليها مباشرة.

ومع ذلك، تدير شركة صينية موانئ استراتيجية عند مداخل القناة على جانبي المحيط الأطلسي والهادئ.

التحديات القانونية والسياسية لاستعادة القناة

من غير الواضح كيف يمكن للولايات المتحدة المطالبة باستعادة قناة بنما أو الأسس القانونية التي قد تعتمد عليها لتحقيق ذلك.

أي خطوة في هذا الاتجاه ستواجه تحديات بموجب القانون الدولي، فضلاً عن معارضة من الحكومة البنمية والمجتمع الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن القناة تمثل نحو خمس إيرادات بنما السنوية، مما يجعلها عنصراً حيوياً لاقتصاد البلاد.

تداعيات السيطرة الأمريكية على القناة

إذا نجحت الولايات المتحدة في استعادة السيطرة على القناة، فقد يشكل ذلك نقطة تحول في العلاقات الدولية بالمنطقة، مع تأثيرات مباشرة على التجارة البحرية العالمية والتوازنات الجيوسياسية، خصوصاً مع النفوذ الصيني المتزايد في أمريكا اللاتينية.


اقرأ أيضا:

Visited 30 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه