باريس سان جيرمان يسحق ريال مدريد ويقترب من إنجاز تاريخي… من يوقف العملاق الباريسي؟
كتب : مصطفي إبراهيم
واصل باريس سان جيرمان فرض هيمنته على الساحة الدولية، بعد أن أكرم وفادة ريال مدريد برباعية نظيفة في نصف نهائي كأس العالم للأندية، ليحجز مقعده في النهائي المرتقب أمام تشيلسي الإنجليزي، في مشهد يعكس التحول الكبير في هوية الفريق الباريسي الذي بات رقماً صعباً في كرة القدم الأوروبية.
هجوم كاسح من البداية.. وسقوط دفاعي مدريدي
لم تمنح كتيبة المدرب لويس إنريكي خصمها المدريدي فرصة التقاط الأنفاس، فبعد ست دقائق فقط افتتح فابيان رويز التسجيل مستغلاً ارتباكاً دفاعياً مشتركاً بين راؤول أسينسيو والحارس تيبو كورتوا.
ولم تكد جماهير ريال تستفيق من الصدمة حتى ارتكب أنطونيو روديغر خطأً فادحاً في التمرير، استغله عثمان ديمبيلي ليضيف الهدف الثاني بثقة عالية.
واصل باريس ضغطه غير المسبوق، ومع مرور أقل من 25 دقيقة أضاف رويز الهدف الثالث، مختتماً شوطاً أولاً مثالياً للفريق الفرنسي، الذي تفوق تكتيكياً ومهارياً وذهنياً على منافسه الإسباني.
تشيلسي التحدي الأخير في موسم استثنائي
بعد عبوره لريال مدريد، بات باريس سان جيرمان على بُعد 90 دقيقة فقط من تحقيق إنجاز تاريخي، قد يجعله أول نادٍ أوروبي يُتوج بخمسة ألقاب كبرى في موسم واحد، إذا ما نجح في التغلب على تشيلسي في النهائي المرتقب يوم 13 يوليو في نيوجيرسي.
الفريق الفرنسي حصد بالفعل أربع بطولات هذا الموسم: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، كأس السوبر، ودوري أبطال أوروبا. وسيكون التتويج بكأس العالم للأندية تتويجاً مذهلاً لموسم استثنائي لم يسبق له مثيل في القارة الأوروبية، باستثناء ما أنجزه سلتيك الإسكتلندي عام 1967، وإن كان في ظروف ومنافسات مختلفة.
تشيلسي.. الخصم الذي لا يُستهان به
ورغم أن باريس يُعد المرشح الأبرز، إلا أن تشيلسي بقيادة إنزو ماريسكا أظهر خلال الأشهر الماضية صلابة وشخصية قوية، ونجح في تشكيل منظومة منسجمة من العناصر الجديدة التي دخلت التشكيلة. الفريق اللندني لم يخسر في البطولة، وأطاح بفلامينغو البرازيلي بثنائية نظيفة في نصف النهائي، مؤكداً أنه قادم لتحدي التوقعات وليس للتسليم.
إنجاز تاريخي يلوح في الأفق
في حال حقق باريس اللقب، فسيُدخل اسمه في سجلٍ ناصع يُنافس أساطير الكرة الأوروبية، متفوقاً على أندية عظيمة مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ، التي توقفت جميعها عند حد أربعة ألقاب في موسم واحد، دون أن تنجح في ضم الخماسية الدولية الكاملة.
ورغم أن أندية مثل سلتيك وفاليتا المالطي ولينفيلد الأيرلندي الشمالي حصدت ألقاباً متعددة في مواسم معينة، فإن التقييم الواقعي للمسابقات التي تُوّجت بها يجعل إنجاز باريس المرتقب، حال حدوثه، فريداً في مستوى البطولات الكبرى والنخبوية.
باريس سان جيرمان أمام لحظة تاريخية قد تعيد تعريف قوة وهيمنة الأندية الأوروبية في العصر الحديث. وتشيلسي، بنكهة الإنجليز وعنادهم، سيكون العقبة الأخيرة أمام هذا الإنجاز الأسطوري. السؤال الذي يتردد الآن: من يمكنه إيقاف باريس؟