الفوضي والدولار وياسمين صبري والتايجر والغلابه

518

كتب – صفوت يوسف – 

ان تعيش في مجتمع تهزمه السطحية وتنظر لمجتمع يسوده العوار واللا عدالة وان تتأمل واقع شديد التدني لتتوحل فيه وان تري اهل الحق هم الباطل وان الباطل قانون الحاضر وان التركيبة الاجتماعية قائمه علي الاستخفاف والانتهازية والحرية التي فسدت بداخل عقل اختمرته العقد ومركبات النقص وان تكون لغة الفتونه هي الفرض وان تكون هنومه  وشفيقه ودليله وفضه المعداوي والمعلم الدرياني وبوبوس وسيد الهوا هما النماذج التي تستخدم قوتها في فرض واقع جديد عبر اوجه الحياه ..

هناك من يشرع القانون وايضا يقدم ثغراته لمن يستغله وفق سياسات ” المصلحة العامة ” وهناك من ينفذ تعليمات واجندات وفق االاهواء والحفاظ علي المواقع .. فمثلا لولا التعديلات الدستورية ما كنت تري نصف مجلس النواب الحالي .. ولولا تلك التعديلات ما ظهر نواب ما كانوا يحلمون بقبه البرلمان وكان هناك الكثير يحارب من زمن لنيل المقعد وفشل ولكن اتت المتغيرات والتعديلات لتجلسه علي مقعد لا يستحقه بفضل القوائم الانتخابية التي اشبه بأتوبيس نقل عام ..

وعندما تري هؤلاء يدافعون باستماته علي قانون به عوار او وضع خطأ فانت تهدد وجوده وبالتالي يجب ان يدافع بقوه وباستماته وبكل اسلحته عن الاوضاع الخاطئة لأنه ليس امامه بديل للحفاظ علي كرسيه وحصانته او وظيفته ..وبالتالي اي ظروف صعبه يمر بها المجتمع او اي ازمة اقتصاديه او ارتفاع الدولار او غلاء الاسعار او فشل منظومة الاصلاح الاقتصادي الذي لم يجني المواطن شيئا سوي ان يحتمل الي الابد بعد ان خطفت الرياح العاتية كل الوعود والاحلام واصبح الغلاء دون سيطرة والاولويات الاحتفالات والمسلسلات وليس المواطن الذي يئن فيخرج علينا رواد واباطرة الاعلام المعاصر في خطاب اعلامي موحد لابراز النعيم المصري وقوتنا وذكاءنا وتخطيطنا واشياء اخري كثيره ثم يدخل في نفس الدائرة.

النواب الذين اتت بهم الظروف والتقارير والترشيحات علي مقاعدهم وبالتالي يرددون ما يملي عليهم وربما هم انفسهم مغلوبون علي امرهم او عجزه او ان ليس لهم في السياسة ولا الاقتصاد بحكم غياب الثقافة العامة عنهم لان لقب ” نائب ” يكفي وسيادة النائب ” راح وسيادة النائب جه ” يكفي عندما تنفتح كافه الابواب امامهم من لقاءات ومقابلات وصور واموال ” مرتبات وجلسات وسفريات وبدلات ” والنتيجة لا احد يعمل لصالح المواطن بل الادعاء بديل الفعل والانا بديل التضحية .. رحم الله نواب كثيرون محترمون ومقاتلون تحملوا الهجوم والتحريض والأذى من اجل رسالتهم وعلي رأسهم المناضل ابو العز الحريري وهو من افضل نواب مصر المعاصرين لم يتكسب من الحصانة وكان صاحب مكتبه في محرم بك وكانت مكتبته هي دار للشعب الكل يذهب اليه ولا يبخل عن احد بجهد او خدمه لأنه نائب شعب هكذا عاش وهكذا قدم وهكذا فعل بضمير .. فعندما تجد علي صفحات الفيس بوك خطابات اعلاميه وبوستات موجهه كاتبها شخص واحد ولجان محدده تمارس الخداع وتدعي الفهم الاقتصادي بل تحولوا الي خبراء في الاقتصاد والقانون بمقدرة رهيبة  وعندما يقارنوا اوضاع يصرون علي مشابهتنا بالدول الاقل والاضعف ولكن لا يعقدون مقارنه بيننا وبين سنغافورة ولا ماليزيا ولا جنوب افريقيا وعندما يتحدثون عن ظاهره الغلاء يأتون بارقام ومشاهد حقيقيه تؤكد كلامهم ولكن لا يذكرون الاجور والدخول والبرامج في تلك الدول لمواجهه الغلاء او ان ارتفاع السلع يوازيه دخل مناسب فغير منطقي ان المرتب يزيد 10 في المئة والاسعار تقفز الي 25 في المئة ونخفي هذا ونحذفه من سياقه .
بعد انفصالها من أبو هشيمة هشتاج “ياسمين صبري” يجتاح تويتر

ونترك كل هذا وتلك الازمات المروعة التي سيعاني منها الشعب بأكمله فيما عدا ” اصحاب المليارات والملايين واهل مارينا والعلمين والشيخ زايد والقاهرة الجديدة ومدينتي والتجمع الاول حتي الخامس والرحاب وزد وغيرهم من اهل القمه ” ونتجه الي طلاق رجل الاعمال ابو هشيمه والفنانة ياسمين صبري والذي اصبح حديث الاعلام والسوشيال ميديا والسياسة وكأنه حدث دولي وعالمي ومرتبط ” باكل عيش الغلابه ” وانفجر الفيس بوك بالتايجر في اشكال استخفافيه تعكس حاله العته والخواء الذي وصلنا اليه وكأنه ابو هشيمه من عائلة كل شخص اهتم بخبر الطلاق ولا ياسمين ” من اهلهم ” نعلق تعليقات سخيفة ونخوض في اعراض الناس ونهزأ من الواقع الذي صنعناه ” عفريت العلبة الذي لا نستطيع ان نصرفه ” ان هناك فصيل محروم مكبوت يعاني من كل التركيبات النفسية فهو يدعي التحرر وهو تركيبته العقلية شديده التعصب ويدعي المعرفة وهو قمة الجهل ويدعي الثقافة وهو بلا هويه ويمارس هذا الفصيل الجرأه والتبجح علي صفحات السوشيال ميديا في بوستات وصور وهو فاقد كل شئ بل يوهم من حوله ونفسه بانه هكذا وهو ليس كذلك .

اخشي علي جيل يتربي في هذا المناخ يري العالم القريب منه  ” اهل بيته اصحابه زملاءه جيرانه اعلامه شارعه تعليمه ومدرسته وجامعته ” بهذه السطحية والحوارات التافهة ومن هم رموز ليسوا كذلك والقدوة اختفت بفعل فاعل وحلت محلها عقول مغيبة ومظهريه وسلوكيات غير واعيه ومتخبطة وغير متزنة .. ماذا حال المجتمع بعد عشر سنوات عندما تكبر اجيال التيك توك والانستا والفيس بوك والالعاب الإلكترونية والمنصات والمسلسلات التي تجرف العقول مع ازمات اقتصاديه متوغله في الجذور وغلاء شارخ واسعار تتضاعف وارقام فلكيه واجور للفنانين بالملايين علي اعمال تافهه وفساتين ومجوهرات وحفلات تنفق عليها المليارات ورجال اعمال ينفقون علي الحسناوات والمثيرات بالملايين في ظروف ملايين من الشعب يعاني من غسيل اوانيه في الترع ومستشفيات بلا اسره ومدارس مهدمه ولا يقومون بدورهم الا انهم يلقون الفتات .. كيف سيكون حال تلك الاجيال بعد ما شاهدوه ويشاهدونه من متناقضات واي من الطرق سيمضون عليه في ظل غيبة اشياء كثيره . لم يعد ابناء المناضلين مناضلين وابناء العباقرة عباقرة وابناء العلم علماء وابناء المفكرين مفكرين اخذوا من الاباء ما يحصنهم فقط ويستثمرونه ولكنهم لا يمضون علي نفس نهجهم فيما عدا ابناء اهل الفن لان الشهرة تصنع المجد.

Visited 8 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه