العلماء يبتكرون طعام المستقبل بمزيج مبتكر من الأرز واللحوم المستزرعة
الأرز الذكي – غذاء المستقبل
كتبت :بريجيت محمد
في خطوة علمية مبتكرة قد تُحدث ثورة في عالم الغذاء، توصل فريق من العلماء الكوريين إلى طريقة جديدة لإنتاج “اللحوم المستزرعة” بطريقة أكثر كفاءة واستدامة، من خلال دمج خلايا عضلية ودهون مستزرعة من الأبقار داخل حبوب الأرز، ما يفتح آفاقًا جديدة نحو غذاء أكثر استدامة وأقل تأثيرًا على البيئة.
ويعد هذا الابتكار، الذي يجمع بين العناصر الغذائية الغنية في الأرز والبروتين الحيواني المزروع في المختبر، حلاً واعدًا لتلبية الاحتياجات الغذائية العالمية بطريقة صديقة للبيئة، وفقًا لمهندس الجزيئات الحيوية سوهيون بارك من جامعة يونسي، الذي أوضح أن “الأرز بالفعل غني بالعناصر الغذائية، لكن إضافة خلايا حيوانية إليه يمكن أن تعزز قيمته الغذائية بشكل ملحوظ”.
الأرز كبديل طبيعي لسقالات زراعة الأنسجة
في البيئات المخبرية، تعتمد زراعة الأنسجة على هياكل اصطناعية تُعرف باسم “السقالات” لتوفير الدعم اللازم لنمو الخلايا. لكن فريق البحث اكتشف أن الأرز، بفضل طبيعته المسامية، يمكن أن يؤدي هذا الدور بكفاءة، ما يجعل عملية زراعة الخلايا الحيوانية أكثر تكيفًا وسهولة.
يقول بارك: “لم أكن أتوقع أن تنمو الخلايا الحيوانية بهذه الكفاءة داخل الأرز، لكن الآن أرى عالمًا من الفرص لهذه التقنية. في المستقبل، قد يكون هذا النوع من الطعام الهجين حلًا لمواجهة المجاعات، أو يُستخدم كوجبة مغذية للجنود، بل وحتى كغذاء لرواد الفضاء في رحلاتهم الطويلة”.
آفاق جديدة لمستقبل الغذاء
يمثل هذا الابتكار قفزة نوعية في تقنيات إنتاج الغذاء المستدام، إذ يتيح إمكانية تقليل الاعتماد على الزراعة التقليدية وتربية الماشية، مما يساهم في الحد من استهلاك الأراضي والمياه وتقليل الانبعاثات الكربونية. كما أنه قد يوفر حلًا عمليًا لمكافحة نقص الغذاء عالميًا، خاصة في المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية والصراعات.
ومع استمرار البحث والتطوير في هذا المجال، قد يصبح الأرز الغني بالبروتين الحيواني عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي المستقبلي، ما يفتح الباب أمام إمكانيات لا حصر لها في مجال الأمن الغذائي والتغذية المستدامة.
التعليقات متوقفه