بعد مرور نحو أربعة أشهر على توليه الرئاسة، يواصل دونالد ترامب الحفاظ على قاعدة تأييده، لكن دون أن يحقق إجماعاً واسعاً.
فقد أظهرت نتائج أحدث استطلاع أجرته كلية “إيمرسون” الأمريكية أن السباق نحو البيت الأبيض لا يزال محتدماً بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ونائبته السابقة، المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وبحسب الاستطلاع، فإن ترامب يحظى بتأييد 48% من الناخبين، بينما حصلت هاريس على 47%، في ما يُعد انعكاساً لاستقطاب شديد في المزاج الانتخابي بالبلاد.
وأوضح الاستطلاع أن 94% من ناخبي ترامب يعتزمون التصويت له مجدداً، فيما أبدى 93% من الديمقراطيين استعدادهم للتصويت لهاريس.
المستقلون: بيضة القبان في الانتخابات المقبلة
اللافت في نتائج الاستطلاع هو التردد الكبير لدى الناخبين المستقلين، الذين يُنظر إليهم كمفتاح لحسم نتائج الانتخابات. فقد اعتبر 55% منهم أن سياسات ترامب “فاشلة”، مقابل 45% يرونها “ناجحة”، ما يعكس حالة من الانقسام الحاد بين مؤيديه ومعارضيه، خصوصاً حول القضايا الجوهرية.
أجندة ترامب: الهجرة والمناخ محور الاستقطاب
يرى مراقبون سياسيون أن الاستقطاب في المشهد الأمريكي يتجسد بشكل رئيسي في القضايا التي يتبناها ترامب، مثل الهجرة والمناخ والسياسة البيئية.
وبحسب تحليل الخبراء، فإن ترامب لا يزال يُنظر إليه من أنصاره على أنه “رمز للإنقاذ الوطني”، بينما يصفه خصومه بأنه “خطر على الديمقراطية”، بسبب أسلوبه الشعبوي وسياسته الحادة.
السياسة الخارجية… نقطة ضعف
على صعيد السياسة الخارجية، كشف الاستطلاع عن تراجع في تأييد ترامب. فقد أعرب 27% فقط عن رضاهم عن سياسته تجاه أوكرانيا، بينما نالت سياساته الجمركية دعم 34% فقط من المشاركين.
في المقابل، انقسم الرأي العام حول ملف الهجرة، حيث حصل على نسبة تأييد ومعارضة متقاربة بلغت 45%.
وفي هذا السياق، علّق مدير استطلاعات كلية إيمرسون، سبنسر كيمبال، بالقول: “هناك قضايا تثير قلق الناخبين بشأن أداء الرئيس، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والخارجية، كالحرب الروسية الأوكرانية والتعريفات الجمركية، بينما تبقى سياسات الهجرة محل انقسام واضح”.
ترامب والإعلام: شعبية لم تهتز رغم الانتقادات
ورغم كثافة التغطية الإعلامية النقدية، لم يفقد ترامب الكثير من شعبيته، وفقًا لنتائج الاستطلاع.
وتشير الأرقام إلى تراجع ثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام التقليدية، مما يعزز من قدرة ترامب على الحفاظ على قاعدة داعميه حتى في وجه حملات إعلامية واسعة النطاق.
التعليقات متوقفه