إسرائيل ترصد مليار دولار لدعم الدروز السوريين وسط توترات إقليمية

851

كتبت:لورا بولو

إسرائيل ترصد مليار دولار لدعم الدروز السوريين وسط توترات إقليمية

في خطوة تعكس استراتيجية إسرائيلية جديدة في المنطقة، خصصت الحكومة الإسرائيلية ميزانية تُقدّر بمليار دولار لدعم الطائفة الدرزية في سوريا، بهدف تعزيز نفوذها في المناطق الحدودية وتشكيل منطقة عازلة في جنوب سوريا.

ويأتي هذا الدعم في سياق تحركات سياسية وأمنية أوسع، حيث تسعى تل أبيب إلى حثّ الدروز السوريين على رفض الحكومة المركزية في دمشق والمطالبة بحكم ذاتي ضمن نظام فيدرالي، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام عربية ودولية.

إسرائيل تراهن على الدروز في سوريا

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل تعمل على حشد دعم دولي لإنشاء نظام فيدرالي في سوريا يضمن مناطق حكم ذاتي على أسس عرقية وطائفية، مع إبقاء الجنوب السوري منطقة “منزوعة السلاح”.

ويأتي هذا التوجه وسط تصاعد التوترات بعد تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة العربية بالقاهرة، التي اتهم فيها إسرائيل بتكثيف تدخلها العسكري في سوريا وانتهاك حقوق السكان في مرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1967.

نتنياهو يهدد بالتدخل العسكري لحماية الدروز

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته لن تسمح لما وصفه بـ”النظام الإسلامي الراديكالي الجديد في سوريا” بإلحاق الأذى بالدروز. وأضاف أن إسرائيل مستعدة للتحرك عسكريًا لحماية الطائفة الدرزية في سوريا، خاصة في ظل التوترات الأخيرة في بلدة جرمانا جنوب دمشق، حيث لقي أحد أفراد الأجهزة الأمنية السورية مصرعه على يد مجموعة مسلحة تُعرف باسم “درع جرمانا”.

في المقابل، رفضت شخصيات درزية بارزة، مثل زعيم السويداء الدرزي ليث البلعوس، أي تدخل إسرائيلي، مؤكدين التزامهم بوحدة سوريا وعدم رغبتهم في إقامة دولة طائفية.

كما توجه وفد من أهالي جرمانا إلى السويداء للقاء الشيخ حكمت الهجري، أحد المرجعيات الدينية الدرزية، في مسعى لاحتواء التوترات. وأكد الهجري أن الدروز يسعون للحفاظ على وحدة سوريا وأراضيها، محذرًا من محاولات زرع الانقسام.

إسرائيل تدعم دروزها بميزانية غير مسبوقة

لم تقتصر الخطة الإسرائيلية على دعم دروز سوريا فحسب، بل شملت أيضًا استثمارات ضخمة للطائفة الدرزية داخل إسرائيل.

فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطة إنمائية بقيمة 3.9 مليار شيكل (1.1 مليار دولار) لحل مشكلات الإسكان والتخطيط التي تواجه المجتمعات الدرزية في شمال البلاد. وتُعتبر هذه الخطة الخمسية الأكبر من نوعها لدعم الأقليات في إسرائيل.

وظهر نتنياهو في مقطع فيديو مع أحد أعضاء حزبه من الطائفة الدرزية، حيث عبّر الأخير عن امتنانه للخطة، واصفًا رئيس الوزراء بـ”الداعم الكبير للمجتمع الدرزي”.

وأكد نتنياهو أن هذه المبادرة تهدف إلى سد الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز مكانة الدروز الذين يشكّلون نحو 2% من سكان إسرائيل، ويتمركز معظمهم في الجليل والكرمل وهضبة الجولان، وفق بيانات المكتب المركزي للإحصاء.

أبعاد ودلالات التحركات الإسرائيلية

تشير هذه الخطوات إلى محاولة إسرائيلية لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال استمالة الطائفة الدرزية، سواء داخل حدودها أو في سوريا، في وقت يشهد الإقليم تحولات استراتيجية متسارعة.

وبينما تبرر تل أبيب هذه الإجراءات بحماية الدروز من تهديدات محتملة، يرى مراقبون أن الهدف الأساسي يكمن في تعزيز مصالحها الأمنية والاستراتيجية على المدى البعيد، عبر إعادة رسم المشهد الجيوسياسي في جنوب سوريا.

يبقى مستقبل هذه التحركات مرهونًا بالتطورات الإقليمية وردود الفعل السورية والدولية، خاصة في ظل رفض بعض القيادات الدرزية لأي تدخل إسرائيلي، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية.

Visited 15 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه