كتب خالد الحديدي
تسألت مؤخراً لماذا امريكا
هناك الكثير من الأدلة التي يشار اليها بأصبع الاتهام والتي تؤكد انها حرب بيولوجية. واغلب هذه الادلة تأتي من امريكا نفسها ومن تاريخها المؤرخ وخصوصًا من منتصف القرن الماضي. فعلاً هذا هو تاريخ بداية الفكره والتجارب. ولكن دعوني ابدأ بالتسلسل لهذه الوقائع، المؤرخة والتي تبدو اغرب من الخيال.
قام بريان كريسبن مقدم برنامج (The Last American Vagabond) وقد خصص في احدى حلقات برنامجه للحديث عن اي مشروع القرن الامريكي الجديد، وقد تتبع تطورات الفكر الامريكي في مجال التسليح ابتداء من حقبة جون كيندي ووزير دفاعه ماكنمارا الى يومنا هذا وكيف وصل العالم الى ما نحن فيه الان. وهذا التاريخ كاشف وقد يكون صادم للكثير من الامريكيين الغير واعين بتاريخ حكوماتهم المتعاقبة لانهم يعيشون في داخل امريكا ويمارس على تفكيرهم تحكم تام عبر الاعلام الذي يوصل اليهم فقط ما تريده الحكومات ، وحتى انتشرت السوشال ميديا وبدأ البعض يدرك حقائق صادمه.
استخدم بريان تاريخ التسليح الامريكي كمثال لهذا التطور الصادم في التفكير في استخدام السلاح البيولوچي في الحروب وايضاً كرادع سياسي صعب اكتشافه او حتى المروجون له الى مرتكبيه. وقد استشهد في برنامجه بتقرير مكتوب في احدى مركز البحث في العولمة، يتكلم عن السلاح البيولوچي بنظرة شامله مفيدة وقد فند فيها جميع الحقائق. ويبدأ البحث بجملة كاشفة والتي على أساسها يقام البحث وهي: “ان حكومة الولايات المتحدة والكثير من وكالاتها ومؤسساتها التعليمية والصحية قاموا عبر عقود كثيره ببحث مكثف في الحرب البيولوجية وفي أمثلة كثيره بتركيز قوي على نشر أمراض لأعراق بعينها.
وفي تقرير للكونجرس قامت وزارة الدفاع بالكشف عن برنامجها لتخليق كيانات بيولوچية صناعية تحتوي على فيروسات غير قاتله وتحويرها الى قاتلة وتعديلها هندسياً من الناحية الچينيه كى يستحيل ايجاد المصل او العلاج لها. واعترف العسكريون وقتها ان لديهم حوالى ١٣٠ مركز بحث للسلاح البيولوچي، العشرات منهم في الجامعات الامريكية وآخرين في أماكن عالمية لا تخضع لرقابة الكونجرس ولا تدخل تحت طائلة المحاكم.
هذه المعلومات قد عرفت منذ زمن. في تقرير سري في عام ١٩٤٨ من لجنة البنتاجون للحرب البيولوجية كان الدافع الأساسي وراء التقرير هو البندقية او القنبلة لا تترك شك في ان هجوم مقصود قد وقع. ولكن لو …تفشي وباء عبر مدينة مزدحمة فلا يمكن معرفة من قام بالهجوم وقد حوى التقرير ايضا …
يمكن قتل او تحييد جزء كبير من السكان في المنطقة المستهدفة” بعدد صغير جداً من الجراثيم”.
وفي ١٩٥٦ نجد التصريح الواضح ان الحرب البيولوجية والكيماوية يعتبرا جزء أساسي من الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة وتعاملاتها ولا توجد عليها اى عوائق وقد اعطي الكونجرس للجيش تصريح “بالضربة الأولى” في استخدامهما. وفي ١٩٥٩ كانت هناك محاوله في الكونجرس لرفع هذا التصريح ولكنها فشلت باعتراض البيت الأبيض، وزادت ميزانية الأسلحة البيولوچية والكيماوية من ٧٥ مليون دولار الى حوالى ٣٦٠ مليون دولار، وكان هذا مبلغ مهول في أوائل الستينات من القرن الماضي.
في هذه الحقبة قام روبرت ماكنمارا وزير الدفاع الامريكي ب١٥٠ برنامج سري للغاية لتجارب على أسلحة بيولوچية وكيماوية اجريت على العامة، أحياناً في بلاد اجنبية ولكن غالباً على المواطنين الامريكيين. وأمر ماكنمارا رؤساء الاركان بتقديم تقرير به كل التطبيقات الممكنة لهذه الاسلحة على الدول المعادية في خطة متكاملة لإمكانيات الردع اليبولوچي والكيماوي وتتضمن الخطة تقديرات للتكلفة وتقييم للتبعات السياسية الدولية.
في سنه ٢٠٠٠ قام “مشروع قرن أمريكي جديد” بتقديم تقرير بعنوان “إعادة بناء دفاعات امريكا” احتوى على سياسة راديكالية لليمين المتطرف لطموحات امريكا. واطلق التقرير على نفسه مسمى انه رسم بياني “للإبقاء على السيطرة الامريكية العالمية … وتشكيل نظام الامن الدولي ليتماشى مع المبادئ والمصالح الامريكية”. وأوضح كاتبي هذا التقرير عن تفكيرهم المنحاز للإبادة العرقية عندما كتبوا: “ان الأشكال المتقدمة من الحرب البيولوجية التي يمكنها استهداف اعراق بعينها قد تحول الحرب البيولوجية … الى اداة سياسيه فعالة.
وفي معهد البحث العلمي للأمراض المعدية التابع للجيش الامريكي والموجود في فورت ديريك في ولاية ماريلاند هو احد أماكن البحث في السلاح البيولوجي ومن حيث ظهر الدكتور ليشي الذي نجح فريقه “الوحدة ٧٣١” في انتاج بالجملةً البراغيث والقراد مصابة بالوباء وامراض معدية اخرى للنشر وسط الشعوب وكانت هذه طريقة تعلم الامريكيين كيفية استخدام الحشرات كسلاح والذي نتج عنه نشر امريكا للحشرات المصابة بالكوليرا والحمى الصفراء في الصين وكوريا الشمالية بجانب البرامج للناموس المستخدمة على الامريكيين أنفسهم.
بالبناء على أبحاث إيشي عن الانسان طورت العسكرية الامريكية مؤسسة حرب الحشرات وبدأت بخطط لمهاجمة روسيا والبلاد السوفيتية بأسلحة بيولوجية من الحشرات. والمؤسسة أسست لكي تنتج ١٠٠ مليون بعوضة مصابة بالحمى الصفراء في الشهر. وجربت هذه المنتجات على أعداد كبيره من المواطنين الامريكيين منذ الخمسينيات وحتى الستينيات من القرن الماضي وكما كان معتاد اعطى الحيش هذه العمليات اسماء حركية طفولية مثل “مشروع الزنّة الكبيرة”
ومشروع الحكة الكبيرة و”عملية استغاثة” وكانت تجارب في انتاج ملايين الحشرات المصابة بأنواع الجراثيم المختلفة وتحميلهم في ذخائر او صواريخ لإسقاطها على روسيا.
ويستكمل التقرير في الجزء الاول منه والمكون من ثلاثة اجزاء ببعض الأمثلة لأنواع العمليات من الاسلحة البيولوجية التي تم تجريبها على مناطق بعينها في الولايات المتحدة وحتى سنة ٢٠٠٠ حيث كانت التجارب بالمادة السامه أنثراكس والتي أرسلت بعد ١١ سبتمبر لبعض الجهات الرسمية والشخصيات العامة واثارت الكثير من الذعر.
وهناك معلومات دقيقه وموثقة عن انواع مختلفة من الحرب البيولوجية والكيماوية الموجهة ضد أعداء امريكا مثل ايران وكوريا الشمالية.
بمجرد القرأة لتاريخ امريكا في هذا المجال والمأخوذ من الأوراق والسجلات الرسمية من مؤسساتهم التشريعية مثل الكونجرس، يمكنا تقييم ما يحدث في العالم الان التقييم الصحيح ونعرف من مصدر الخطر الاكبر على شعوب العالم.
وقد اعترف مقدم برامج في اسرائيل كان يعمل في نفس المجال وقال: انه منذ عشرة اعوام وهم يعرفون ان هناك فيروس يجهز لاستهداف العرق الصيني وان هذه الهجمة البيولوجية ستكون بداية الحرب العالمية الثالثة. وقال ايضا انه كان من المفروض ان توجه الى ايران قِبَل الصين وانه لم يحدث بالرغم من كل المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لذلك. ولكن هذا على وشك الحدوث الان وسيكون الاستفزاز قوي جداً بدرجة ان ايران سترد على اسرائيل بأحدي قنابلها النووية الأربعة والتي كانت قد اقتنتها من الصين. ومتى بدأت الحرب النووية بضرب اسرائيل ستكون هناك تبادلات لقنابل نوويه محددة بين امريكا واسرائيل من ناحية وروسيا والصين وايران من ناحية اخري. وان اساس هذه الحرب هو لتحقيق خفض عدد سكان العالم بحوالي الثلث، ولابد من استخدام ليس الجراثيم فقط لحصد الأعداد الكبيرة من الارواح ولكن ايضاً القنابل النووية المحددة لحصد باقي الملايين المراد التخلص منهم. وكون انه سيكون هناك قتلى امريكيين فهذا لا يعنيهم بشئ طالما ان الأعداد المراد التخلص منها هى الأعداد المطلوبة. وأكد ستيفن على خبر ان الرئيس الصيني چي قد انتقل الى محصنة تحت الارض مفروض لتحصينه ضد الفيروس ولكنه يبدو انه للاستعداد للحرب القادمة.
وكان ستيفن في حديث مطول في مايو من العام الماضي مع ادم جرين قد شرح بالتفاصيل كل الاستعدادات التي تقوم بها الصهيونية المتحكمة في امريكا لاحتواء الشعب الامريكي عند وقوع الحرب العالمية الثالثة والتي سوف تكون نووية محدودة . وبذلك نجد ان هناك تأكيد من جهة اخرى ذات مصداقية عالية على ان هذا الفيروس هو بداية الحرب العالمية الثالثة التي تشنها امريكا على الصين والمخطط لها منذ زمن وكان من المفروض ان تبدأ بالحرب على ايران الا ان قادة ايران كانوا اوعى من ان يجرّوا اليها بسهولة، يقول ان الاستفزاز لإيران هذه المرة كان مع اغتيال سليماني الواضح الصريح الذي اعترفت به امريكا.
واخيراً وفي حديثه الاسبوعي، لخص الدكتور طلال ابو غزالة رئيس مؤسسة التكنولوجيا والتدريب والتعليم والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات
ان امريكا تعتبر الصين عدوها الأكبر وخصوصاً انها تهدد مكانة الدولار العالمية، وهو سلاح امريكا الأقوى . وبذلك نرى ان امريكا تحارب عدوتها الصين التي مقرر انها تتفوق عليها اقتصادياً في ٢٠٢٠ ولذا بدأت الهجمة على اقتصاد الصين عبر اداة غير تقليدية لانها لن تسمح بتفوق الصين عليها.
اقرأ أيضا:الإرهاب الأمريكي البيولوجي للسيطرة على العالم
التعليقات متوقفه