كان مطلوبًا بـ10 ملايين دولار… والآن يجلس مع ترامب كرئيس!
هل أصبح الجولاني رجل الدولة القادم؟ أحمد الشرع يتصدر المشهد في دمشق
كتب : خالد محمود
من الجهاد إلى القصر الجمهوري: أحمد الشرع يلتقي ترامب كرئيس جديد لسوريا
قبل ستة أشهر فقط، كان اسم أحمد الشرع – المعروف سابقًا بـ”أبو محمد الجولاني” – على قوائم المطلوبين دوليًا، مع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مرصودة لرأسه.
أما اليوم، فقد جلس إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في لقاء رسمي بصفته الرئيس الجديد للجمهورية العربية السورية.
الشرع، الذي قاد في السابق جماعة “هيئة تحرير الشام” ذات الجذور الجهادية، بات الآن واجهة سياسية جديدة لسوريا، بعد أن نجحت جماعته في إزاحة الرئيس السابق بشار الأسد من الحكم في ديسمبر الماضي.
من فكر القاعدة إلى المفاوضات الدولية
في تحول مثير للجدل، تخلى الشرع عن زيه العسكري، وظهر مؤخرًا ببدلات رسمية، في محاولة واضحة لإعادة تقديم نفسه كرجل دولة يسعى إلى إعادة سوريا إلى الساحة الدولية.
ومنذ توليه السلطة، يقود حملة دبلوماسية لإقناع المجتمع الدولي برفع العقوبات المفروضة على بلاده.
وكانت “هيئة تحرير الشام”، المنبثقة عن “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم القاعدة، مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة. لكن مع تغيّر الأوضاع السياسية على الأرض، اتخذت إدارة ترامب خطوات مفاجئة، منها إلغاء المكافأة المالية التي كانت مرصودة للشرع، بعد زيارة سرية أجراها وفد أمريكي رفيع المستوى إلى دمشق.
ترامب يعلن نية رفع العقوبات عن سوريا
في تصريح مثير من الرياض، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن نيته رفع العقوبات المفروضة على سوريا، واصفًا ذلك بأنه “فرصة لمنح هذا البلد فرصة جديدة نحو العظمة”.
وأوضح أن قراره جاء بعد مشاورات أجراها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ترامب: “سوريا عانت كثيرًا، وحان الوقت لتغيير المسار”، في إشارة إلى رغبة إدارته في فتح صفحة جديدة مع دمشق بعد سنوات من العزلة والضغوط الاقتصادية.
الاقتصاد السوري بين الانهيار والأمل
تعاني سوريا من أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات، تفاقمت بسبب العقوبات الغربية، وعلى رأسها “قانون قيصر” الأميركي الصادر عام 2019. هذا القانون فرض قيودًا صارمة على أي جهة تتعامل اقتصاديًا مع النظام السوري، ما جعل الاقتصاد في عزلة شبه تامة.
ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها خطوة تاريخية قد تُنهي عزلة سوريا الدبلوماسية والاقتصادية، رغم الشكوك الواسعة حول التغيير المفاجئ في توجهات القيادة الجديدة، التي كانت حتى وقت قريب على رأس التنظيمات الجهادية في المنطقة.
تساؤلات ومخاوف
رغم التغييرات الشكلية التي طرأت على الشرع، لا تزال العديد من الدول والمنظمات الحقوقية تُعبّر عن قلقها من ماضيه، مطالبة بضمانات حقيقية لاحترام حقوق الإنسان والحريات العامة في “سوريا الجديدة”.
ومع ذلك، يبدو أن بعض العواصم الإقليمية والدولية مستعدة لمنحه فرصة، في حال أثبت جديته في الابتعاد عن النهج المتشدد وتبني رؤية سياسية أكثر انفتاحًا وواقعية.
اقرأ أيضا:
الجهاديون الأجانب في الجيش السوري المستقبلي: الجولاني يثير الجدل
الجولاني: الانتخابات السورية قد تُجرى خلال أربع سنوات
يوسف زيدان: “حكم أسرة الأسد انتهى والجولاني قد يكون اللاعب الأهم في المستقبل القريب
التعليقات متوقفه