نوبة قلبية قبل وقوعها بشهر؟ علامات صامتة لا يجب تجاهلها
رائحة جسمك... رسالة كيميائية تكشف أسرارك دون أن تدري
كتبت :سارة غنيم
قد نظن أن رائحة الجسم مسألة تتعلق فقط بالنظافة الشخصية، لكنها في الواقع أعمق من ذلك بكثير. رائحة جسدك تحمل بصمتك البيولوجية، وتعكس حالتك الصحية، وتفضح تقلبات هرموناتك، بل وتكشف مستويات التوتر التي تعيشها.
هذا ما أكدته دراسة حديثة نشرتها Royal Society Publishing، كشفت أن الجسم “يتحدث” بلغة كيميائية غير مرئية – ولكن محسوسة – عبر الرائحة.
أكثر من مسألة نظافة: الرائحة بوصفها توقيعًا شخصيًا
رائحة الجسم تتكوّن من مزيج فريد، يتأثر بعوامل متعددة مثل النظام الغذائي، الجينات، البكتيريا الجلدية، وحتى نمط الحياة. لكنها في المقابل تحمل إشارات دقيقة، بعضها يرتبط بالخصوبة والهرمونات، كما أشارت الدراسة.
ففي تحليل أجري على رائحة أجسام نساء في مراحل مختلفة من الدورة الشهرية، لوحظ أن النساء اللاتي ترتفع لديهن مستويات هرمون الإستراديول – وهو هرمون مرتبط بالخصوبة – يتمتعن برائحة أكثر جاذبية في أعين الرجال.
بينما انخفض هذا التقييم في المراحل الأقل خصوبة، حيث يزداد هرمون البروجسترون
رسائل لا واعية: اختيار الشريك يبدأ من الأنف؟
ما كشفته الدراسة يعيد طرح سؤال مثير: هل تؤثر الرائحة على اختياراتنا العاطفية دون وعي؟ يبدو أن الإجابة هي نعم. فالدماغ قادر على استقبال هذه الإشارات الكيميائية الخفية وترجمتها إلى انجذاب أو نفور. وهذا يفسر لماذا يبدو بعض الأشخاص “جذابين” لنا بمجرد القرب منهم، دون وجود سبب منطقي واضح.
الصحة من خلال الرائحة: ما لا تراه قد يشمه الطبيب
ليست الهرمونات وحدها ما يغيّر رائحة الجسم. فبعض الحالات الصحية – مثل السكري، أو العدوى البكتيرية – قد تترك بصمتها في رائحة النفس أو الجلد. على سبيل المثال، قد يشير النفس الذي تنبعث منه رائحة فاكهية إلى الحماض الكيتوني السكري، وهي حالة طارئة وخطيرة.
حتى الضغط النفسي يمكن أن يغيّر تركيبة العرق، ويجعل الرائحة أكثر نفاذًا بسبب إطلاق مواد كيميائية مرتبطة بالتوتر.
غذاؤك هو عطرك الطبيعي
لا يقل النظام الغذائي أهمية في تشكيل “عطرك” الشخصي. فالأطعمة مثل الثوم، البصل، أو الخضراوات الصليبية كالبروكلي، تؤثر على رائحة الجسم بطرق متنوعة. حتى التوابل قد تترك أثرًا واضحًا في الرائحة الطبيعية للجلد.
ختامًا: لغة خفية تكشف كل شيء
رائحة الجسم، تلك التي نحاول غالبًا تغطيتها أو إخفاءها، هي في الحقيقة واحدة من أصدق أشكال التواصل البيولوجي. إنها “لغة شمّية” خفية تتحدث نيابة عن صحتك، هرموناتك، حالتك النفسية، بل وحتى خياراتك الغذائية. أجسامنا تقول الكثير، من دون أن ننطق بكلمة.
اقرأ أيضا:
اكتشف ماذا يحدث لحظة الموت: دراسة تكشف عن نشاط الدماغ واسترجاع الذكريات
البطاطس وصحة القلب: كيف تقلل من خطر السكتات الدماغية والنوبات القلبية؟
التعليقات متوقفه