احتفالات ليفربول تتحول إلى مأساة: حادث دهس يصدم الجماهير وسط فرحة التتويج بلقب الدوري
رئيس الوزراء يعلّق: حادث دهس "مروّع" خلال احتفالات ليفربول
ليفربول – بريطانيا – نجاة أبو قورة
تحولت احتفالات نادي ليفربول بلقبه العشرين في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024/2025 إلى مشهد من الرعب والفزع، بعدما اقتحمت سيارة سوداء موكب الاحتفال، متسببة في إصابة العشرات من الجماهير، من بينهم أطفال، في حادث صادم شهده شارع “ووتر ستريت” وسط مدينة ليفربول مساء الأحد.
وكان النادي قد نظم موكبًا جماهيريًا مفتوحًا للاحتفال بتتويجه باللقب التاريخي، بعدما أنهى الموسم برصيد 84 نقطة، متفوقًا بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه، أرسنال. وشارك نجوم الفريق وعلى رأسهم النجم المصري محمد صلاح والهولندي فيرجيل فان دايك في الحافلة ذات الطابقين التي جابت شوارع المدينة وسط حضور جماهيري كثيف بلغ عشرات الآلاف.
وعند حوالي الساعة السادسة مساءً، وقبل انتهاء الموكب، اصطدمت سيارة سوداء بعدد من المحتفلين في الشارع المغلق أمام حركة المرور، رغم التحذيرات الأمنية بعدم القيادة في هذا اليوم. وقد تم توقيف السائق، وهو رجل أبيض يبلغ من العمر 53 عامًا، حيث اعتقلته الشرطة في موقع الحادث، وأكدت لاحقًا أن الحادث لا يتم التعامل معه على أنه عمل إرهابي.
وقالت مساعدة قائد شرطة ميرسيسايد، جيني سيمز، في مؤتمر صحفي:
“نحن لا نعامل الحادث كحادث إرهابي، والتحقيقات مستمرة. نعمل حاليًا على تحليل كافة الدوافع وتفاصيل الواقعة.”
ووصف رئيس الوزراء البريطاني الحادث بـ”المروع”، مشيدًا بجهود خدمات الطوارئ، مضيفًا:
“يجب أن يتمكن الجميع، وخاصة الأطفال، من الاحتفال بأبطالهم دون خوف أو تهديد.”
وبحسب التقارير الأولية، أُصيب نحو 47 شخصًا، من بينهم 4 أطفال، وتلقى 20 منهم الإسعافات الأولية في موقع الحادث، فيما نُقل 27 آخرون إلى المستشفى، من بينهم حالتان حرجتان.
وقالت شاهدة عيان:
“سمعنا صوت فرقعة قوية، ثم رأينا أجسادًا تتطاير فوق غطاء السيارة. المشهد كان مرعبًا، والصرخات تعالت في المكان.”
فيما أشار أحد المصابين، الذي كان برفقة صديقته وسافر من أيرلندا الشمالية لحضور الاحتفالية، إلى أنه شعر بـ”عذاب مطلق” بعد صدم السيارة لهما، مؤكدًا أن السائق بدا وكأنه مصرّ على الاقتحام رغم محاولات منعه.
وأفادت خدمات الإطفاء بأنها أنقذت أسرة كاملة، بينهم طفل، من تحت السيارة، فيما تم فتح أبواب بعض المطاعم المجاورة لاستقبال الجرحى مؤقتًا حتى وصول سيارات الإسعاف.
ورغم هذا المشهد الأليم، واصل النجم محمد صلاح خطف الأضواء، بعد موسم استثنائي سجّل خلاله 28 هدفًا، وتصدر قائمة صانعي الأهداف في الدوري بـ18 تمريرة حاسمة، ما جعله مرشحًا بقوة للفوز بـالكرة الذهبية الأوروبية المقدمة من مجلة فرانس فوتبول، خاصة في ظل تراجع أداء الأندية الكبرى في أوروبا هذا الموسم مثل بايرن ميونخ وريال مدريد.
وأعربت أندية منافسة مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي عن تضامنها مع ليفربول في هذه اللحظات الصعبة، كما عبّر جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
يُذكر أن جماهير ليفربول لا تزال تحمل في ذاكرتها مأساة كارثة هيلزبره عام 1989، التي راح ضحيتها 97 مشجعًا في تدافع جماهيري شهير، وهو ما زاد من وطأة المأساة الحالية التي خيّمت على يوم كان من المفترض أن يكون يومًا للفرح والإنجاز.