بوتين يغيب عن مفاوضات إسطنبول… وموسكو تلوّح بـ”المفاجآت الليلية”

316

كتبت : نجاة أبو قورة

عشية انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين موسكو وكييف في إسطنبول، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في الاجتماعات الحالية، وسط تكهنات بإمكانية ظهوره المفاجئ لاحقًا.

في خطوة تحمل الكثير من الرسائل السياسية، أعلن الكرملين في ساعة متأخرة من مساء أمس عن تشكيلة الوفد الروسي إلى مفاوضات إسطنبول مع الجانب الأوكراني. ورغم التوقعات السابقة بترؤس وزير الخارجية سيرغي لافروف للوفد، قررت موسكو تكليف فلاديمير ميدينسكي، مستشار الرئيس، برئاسة الوفد، في حين ضمت التشكيلة مسؤولين آخرين من الصف الثاني في وزارة الخارجية والدفاع، إلى جانب عدد من الخبراء الفنيين.

مصدر روسي مطلع صرح لصحيفة “كوميرسانت” بأن الكرملين “يتعمّد الإبقاء على عنصر المفاجأة” في تعاطيه مع هذه المحادثات، مشيرًا إلى أن بوتين قد يظهر لاحقًا في إسطنبول “إذا رأى ذلك مناسبًا”. وأشار إلى أن التغييرات المفاجئة في مستوى التمثيل الروسي تعكس رغبة موسكو في الإمساك بكافة أوراق الضغط على الطاولة.

يأتي هذا التطور في وقت يتجه فيه الوفد الأميركي إلى إسطنبول، ويضم وزير الخارجية ماركو روبيو ومفاوض البيت الأبيض ستيف ويتكوف. وبينما تراهن واشنطن على تحقيق تقدم ملموس، تظهر موسكو بموقف متحفظ، وتُبقي مستوى تمثيلها متدنٍّ في الوقت الحالي.

من الجانب الأوكراني، جدد وزير الخارجية أندريه سيبيها، الموجود في تركيا منذ أمس، التأكيد على التزام كييف بالسلام، واستعدادها لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، مع تقديم دعوة لعقد اجتماع مباشر على أعلى مستوى بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يزور أنقرة اليوم للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أكد مجددًا استعداده للقاء بوتين في إسطنبول، مشيرًا إلى أن “الكرة في ملعب الكرملين”.

ويبدو أن غياب بوتين عن المشهد حتى الآن يضع علامات استفهام حول نوايا موسكو، لا سيما في ظل إشارات سابقة من الرئيس الروسي باستعداده لعقد لقاء مباشر مع زيلينسكي.

وبينما تتحدث مصادر روسية عن “مبررات لوجستية وتنظيمية” لغياب الرئيس، تشير تقارير دبلوماسية إلى أن موسكو تسعى لاستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها في مارس 2022، بعد ثلاث سنوات من التصعيد العسكري والتوترات المتفاقمة مع حلف الناتو.

في هذا السياق، يُطرح خيار تبادل أسرى الحرب كبادرة أولى محتملة، تمهد الطريق نحو هدنة مؤقتة تمتد لـ30 يومًا أو أكثر، بحسب مصادر قريبة من المفاوضات. خطوة يُنظر إليها كإشارة أولى على نية الأطراف في كسر الجمود وفتح نافذة للسلام، بعد سنوات من الصراع المستنزف في قلب أوروبا.

اقرأ أيضا:
محادثات سلام مشروطة: زيلينسكي يشترط وقف إطلاق النار قبل لقاء بوتين في إسطنبول 

Visited 29 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه