أوكرانيا.. هل تواجه مصير أفغانستان؟ مخاوف من وقف الدعم الأمريكي وتداعياته
تصاعدت المخاوف في كييف بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن نيته وقف الدعم العسكري لأوكرانيا، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الصراع مع روسيا.
يخشى العديد من المراقبين أن يؤدي هذا القرار إلى تكرار سيناريو أفغانستان عام 2021، عندما أدى انسحاب القوات الأمريكية إلى سقوط الحكومة الأفغانية وعودة طالبان إلى السلطة بعد عقدين من التدخل الأمريكي.
ووفقًا لما أوردته وكالة “بلومبرج”، فإن ترامب منح تفويضًا لوزير الدفاع المحتمل في إدارته، بيت هيجسيث، لوقف تزويد أوكرانيا بالذخيرة والمركبات العسكرية. كما أكدت صحيفة “واشنطن بوست” أن الإعلان الرسمي عن القرار قد يكون مسألة وقت فقط، مما دفع المسؤولين الأوكرانيين إلى إعادة حساباتهم الاستراتيجية.
ستة أشهر حرجة أمام كييف
بحسب النائب الأوكراني فيدور فينيسلافسكي، فإن احتياطيات أوكرانيا الحالية من الأسلحة والذخيرة تكفي لمدة ستة أشهر فقط، ما لم يتم تأمين بدائل أخرى.
في هذا السياق، تسعى أوكرانيا للحصول على دعم أوروبي أكبر، خاصة بعد إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن خطة جديدة لتعزيز التسلح الأوروبي.
هل تصبح أوكرانيا أفغانستان جديدة؟
على الرغم من التشابهات الظاهرية بين الوضعين، إلا أن هناك اختلافات رئيسية. فعلى عكس أفغانستان التي اعتمدت بالكامل على الدعم الأمريكي، تحظى أوكرانيا بدعم أوروبي قوي.
كما أن الجيش الأوكراني يتمتع بصلابة قتالية مختلفة عن الحكومة الأفغانية السابقة، وهو ما يجعل أي غزو روسي شامل أكثر صعوبة من استيلاء طالبان السريع على كابول.
ترامب.. وفلسفة فك الارتباط
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في الصراعات الدولية ليس فقط لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، ولكن أيضًا لأسباب أيديولوجية تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
لكن ترامب يبدو غير مهتم بهذه الأهداف، ويفضل نهجًا أكثر انعزالًا، وهو ما ظهر بوضوح في قراره السابق بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
في عام 2020، وقّع ترامب اتفاقًا مع طالبان يقضي بانسحاب القوات الأمريكية بحلول مايو 2021، مقابل التزام طالبان بقطع علاقتها بالجماعات الإرهابية. ومع تولي جو بايدن الرئاسة، تم تأجيل الانسحاب لبضعة أشهر، لكن ذلك لم يمنع انهيار الحكومة الأفغانية سريعًا بمجرد اكتمال الانسحاب.
ماذا بعد؟ البدائل الأوروبية قيد الدراسة
إدراكًا لخطورة الوضع، بدأت كييف بالفعل مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لبحث البدائل المحتملة. وصرّح مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، بأن بلاده تدرس إمكانية شراء أسلحة جديدة من الشركاء الأوروبيين، أو زيادة الإنتاج المحلي لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات الأمريكية.
ختامًا
في ظل التحولات السياسية في واشنطن، يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحديات صعبة للحفاظ على الدعم العسكري اللازم لمواجهة روسيا. وبينما لا تزال أوروبا داعمًا رئيسيًا لكييف، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع الاتحاد الأوروبي سد الفجوة التي قد يتركها انسحاب الدعم الأمريكي، أم أن أوكرانيا ستجد نفسها في موقف مشابه لما حدث في كابول؟.
إقرأ أيضا:
المعادن النادرة: المفهوم، الأهمية، والاتفاق الجديد بين أوكرانيا والولايات المتحدة
التعليقات متوقفه