شلل عام في إيطاليا: النقابات تطالب بإصلاحات اقتصادية واجتماعية عاجلة(فيديو)
إيطاليا تشهد إضرابًا عامًا: لانديني يصرح “سنقلب البلاد رأسًا على عقب”
نجاة أبو قورة
روما | 28 نوفمبر 2024
شهدت إيطاليا اليوم إضرابًا عامًا دعا إليه أمناء النقابات الكبرى CGIL وUIL وCISL بقيادة “ماوريتسيو لانديني وبييرباولو بومباردييري”.
شمل الإضراب مظاهرات في 43 مدينة، مع توقف لمدة ثماني ساعات في القطاعات العامة والخاصة، باستثناء قطاع النقل الذي اقتصر إضرابه على أربع ساعات للحافلات والمترو من الساعة 9 صباحًا حتى 1 ظهرًا.
واستُثنيت القطارات من المشاركة بعد انضمامها للإضراب الأسبوع الماضي.
رفض تقليص مدة الإضراب رغم الضغوط الحكومية
طالب وزير النقل ماتيو سالفيني ولجنة الضمان بتقليص مدة الإضراب في قطاع النقل، إلا أن النقابات رفضت ذلك.
واعتبرت النقابات أن الإضراب يعبر عن رفض السياسات الاقتصادية والاجتماعية الواردة في مشروع قانون الميزانية الجديد.
لانديني: دعوة للثورة الاجتماعية ضد السياسات الظالمة
قاد ماوريتسيو لانديني مظاهرة في بولونيا، حيث هاجم الحكومة الحالية برئاسة جورجيا ميلوني، قائلًا: “نريد تحويل هذا البلد من الداخل إلى الخارج، وعلينا مواجهة الظلم الاجتماعي بقوة”.
وشدد على أن “الثورة الاجتماعية تعني أن الجميع يجب أن يواجهوا الظلم وألا يغضوا الطرف عنه”.
كما أطلق لانديني انتقادات لاذعة للمرسوم الأمني المقترح في البرلمان، الذي وصفه بأنه خطوة نحو الاستبدادية، قائلًا: “هذا المرسوم يحاول تجريم الإضرابات وإغلاق المصانع، وهو اعتداء مباشر على حرية الناس وكرامتهم”.
وهاجم لانديني السياسات المالية للحكومة، مؤكدًا أنها تزيد الأعباء على الموظفين والمتقاعدين بينما تعفي أصحاب الأرباح الكبيرة من الضرائب.
وصرّح: “في عام 2024، زادت ضريبة الدخل الشخصي، التي يدفعها الموظفون والمتقاعدون بنسبة 90%، مما أدى إلى زيادة إيرادات الدولة بـ17 مليار يورو.
نحن نطالب بأن تُعاد هذه الأموال للمواطنين من خلال الاستثمار في الصحة العامة، زيادة الرواتب، وتقليل عدم الاستقرار الوظيفي”.
كما أشار الأمين العام لاتحاد العمال الإيطالي إلى أن المناورة الحكومية الحالية تؤثر بشكل خاص على النساء والشباب الذين يعانون من هشاشة سوق العمل.
وقال: “هذه المناورة تستهدف مجددًا العاملين والمتقاعدين، بينما تواصل إهمال مكافحة التهرب الضريبي وفرض الضرائب على الأرباح الكبيرة”.
الإضراب يشمل مختلف القطاعات
أكد لانديني أن التعبئة الوطنية التي أعلنتها نقابتا CGIL وUIL تشمل جميع القطاعات العامة والخاصة، من الصحة إلى التعليم، ومن المصانع إلى البريد، بالإضافة إلى قطاع العدالة والتجارة والوزارات.
وأوضح أن الإضراب يستمر لمدة ثماني ساعات أو يغطي نوبة العمل بالكامل في معظم القطاعات، بينما يقتصر على أربع ساعات فقط للنقل العام والجوي والبحري.
وأضاف أن قطاع السكك الحديدية تم استثناؤه بالكامل بعد التقييم الذي قدمه ضامن الإضراب، احترامًا لقواعد تنظيم الإضرابات.
تعطل النقل العام في عدة مدن إيطالية
شهدت العديد من المدن الإيطالية اضطرابات في حركة النقل العام:
في ميلانو: توقفت الخدمة على الخط M3 (الأصفر) بين الساعة 9 صباحًا و1 ظهرًا، مع استمرار الخدمة بشكل محدود على الخط M2 (الأخضر).
روما: بقيت جميع الخطوط الرئيسية (A، B/B1، C) قيد التشغيل، مع بعض التأخير.
نابولي: أُغلقت خطوط المترو 1 و6، بينما استمرت خدمة القطار الجبلي المائل على خطوط Mergellina وMontesanto.
خدمات الحافلات والترام: شهدت تخفيضات في جميع المدن الكبرى.
رسائل قوية ودعوات للتغيير
وصف لانديني الإضراب بأنه “تعبئة غير مسبوقة منذ سنوات”، وأكد أن المشاركة الواسعة تعكس رغبة الشعب في تغيير القوانين التي وصفها بـ”الحمقاء”، داعيًا إلى وضع كرامة العمال وحقوقهم في صلب الأولويات.