الجمهورية والعالم ترصد حقائق حول “الإعلام في زمن الإخوان”

0 1٬224

نجاة أبو قورة
لانريد نبش الماضى بقدر مانحاول الإبحار في ذاكرة المصريين لعلهم يتذكرون ويتعظون .. حول الإعلام في زمن الإخوان ما له وما عليه
والسؤال الذي يطرح نفسه علي الساحة.. هل قام الاعلام بإعلان العداء لمحمد مرسي وجماعته، أم كان الإعلام لهم بالمرصاد.. وهل كانت الجماعة تري نفسها فوق النقد..؟
“انهم سحرة فرعون” تلك المقوله كان قد اطلقها مرشد الجماعة علي الصحفيين، خلال الحفل الذي اقيم في بنى سويف بمناسبة افتتاح المقر الجديد لجماعة الاخوان المسلمين، وسحرة فرعون كما يعلم الجميع عن تلك القصة، هم الذين احضرهم فرعون لإرهاب الناس ضد سيدنا موسي عليه السلام، فما كان من السحرة إلا ان آمنوا برب موسي وهارون وخروا لله سجدا، لتشير تلك الإتهامات إلي أن الجماعة الصحفية فلول الحزب الوطني، وأن محاولتهم إجهاض مايقوم به محمد مرسي من نجاح تأكيدا أنهم يمشون في الطريق الصواب، فهل كانت تلك الشرارة التي أشعلت النار فى الهشيم، وجعلت من الجماعة الصحفية اتحادا أقوي في مواجهة تلك الجماعة التي نبذت نفسها ولفظها المجتمع..؟ هذا ما سوف نتعرف عليه خلال تلك السطور القادمة .
قامت “صاحبة الجلالة” بفتح النار علي مرشد الإخوان، قائلين له أنت لست بنبي الله موسي، ورفضهم لتبني الجماعة وصف المرشد أنه من الملائكة وأن من يعارضهم ويقف ضدهم فهو كافر.. وفي خلال تلك السطور سوف نتعرف علي رد بعض الصحفيين لتلك الإتهامات .
تناول الكاتب و الصحفى صلاح عيسى تعقيبا علي تصريحات المرشد العام قائلا “إن الجماعة وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لا يقبلون النقد من الإعلام او اى تيارات سياسية أخري، وأن الجماعة تريد ان تنفرد بكل شيئ ولا تقبل المناقشة او النقد من وسائل الإعلام علي الرغم من أن الإعلام هو من دافع عن الجماعة امام الحزب الوطني” مشيرا إلي أن المرشد لم يوفق فى ادعاؤه .
وأضاف “عيسي”: الجماعة لابد ان تكون ردودها موضوعية علي الانتقادات التى شابت طريقة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وان الجماعة دعوية وتدخلها فى الشؤون السياسية تدخل سافر ومرفوض، وتصنيفها من معنا فهو من الملائكة ومن ضدنا فهو فى النار كلمات غير مدروسة .


كما واجه الكاتب الكبير “صلاح عيسي” الإخوان في كتاباته حيث كتب في أحد الصحف “ان ما أخشاه من جماعة الإخوان تدخلها في صياغة الدستور للحد من حرية الصحافة ووضع العراقيل امام حريه تداول المعلومات من خلال الأغليبه للإخوان في اللجنة التأسيسة، وكان من مطالب الصحفيين من خلال المجلس الأعلي للصحافة حظر الحبس والعقوبات فى قضايا النشر وحرية اصدار الصحف .
وردا من وكيل نقابة الصحفيين في تلك الفتره لإحدى الصحف، رجاء المرغني، ان الهجوم الذى تتعرض له الصحفيين يعكس ما بداخل الجماعة من مفاهيم سيئة عن حرية الصحافة والصحفين، وعلي الرغم من سيطرة الإخوان علي اللجنة التأسيسية للدستور، ووضع قوانين وتشريعات تؤثر علي حرية الإعلام الذي يعكس واقع الشارع المصري، ويدافع عن مصلحة الدولة ضد من يحاول ان يفسد عقل المواطن كما كان فى السابق الذى افسد العقول، بل إن ٢٥ يناير قد فتحت الباب امام الشعب المصري الذى اصبح علي دراية ووعي سياسي من ردود أفعال غاضبة من خطاب المرشد .
وأضاف وكيل الصحفيين، علي حزب الحريه والعدالة ان تغير هذه المفاهيم المغلوطة عن الإعلام وان مقولتهم التى يتشدقون بها لا للغلبة مرفوضة شكلا وموضوعا، وعليها ان تدرك ان الصحافه اقوى بكثير من أي جماعة أو حزب، وأن العالم اليوم لديه القدره علي المعرفة والحصول علي المعلومة، وان الصحفيين لديهم القدرة علي الإستمرار في الدفاع عن حرية الصحافة وعن حق المواطن فى المعرفة وكشف الفساد، وعدم تكرار حزب وطني زيف الحقائق وافسد الحياه السياسية، وان الشعب أصبح مشاركا في انتاج الإعلام وليس كما كان سابقا حيث كان الإعلام عاجزا امام سيطرة السلطة علي ما يقدمه من مضمون إعلامي مغالط، أما الان اصبحت حرية الصحافة لاتقبل المساومة من التيارات الإسلامية او اللبرالية .
وأعربت عبير سعدي عضو نقابة الصحفيين، عن دهشتها من تصريح المرشد خاصة وانها تأتي من شخصية لها ثقلها في الجماعة، ولم يكن رد فعله علي الصحفين يستحق هذه الحدة في مواجهة اى نقد، وكان عليه ان معرفة ان هناك مناخ للحرية يتسع الرأى والرأى الاخر.
ووجهت سعدي رسالتها للجماعة قائلة: ان وصولكم لسدة الحكم لولا الثوار والإعلام النزيه، مشيرة إلي أن الصحفيين عندما يطالبون بحرية التعبير وانتقاد من يريدون بشكل واقعي ومحترم فهم يطالبون بحرية التعبير للشعب كله، وقالت نعم هناك كثير من السلبيات فى مهنة الصحافة ويجب تطهيرها وأن أساتذة المهنة وضعوا ثمانية مبادئ دستورية يأملون في ارفاقها في الدستور الجديد .
وعلق مكرم محمد احمد نقيب الصحفين، “ماقاله المرشد العام ليس نقدا ولكن يدخل تحت بند السب بل محاولة تصوير الصحفيين علي انهم كفرة وسحرة وان صحيح الاسلام لايعطيه الحق فى تكفير المسلمين” مشيرا إلي ان الصحفيين لم يتسببوا في اختلاق الأزمات من نقص في البنزين وانابيب الغاز وليس لهم دخل بالعوار الذي شاب اللجنه التأسيسية للدستور، ومحاولة حزب الحرية و العدالة احتكار اللجنة لإعداد دستور لا يشارك فيه اطياف الشعب المصري، وان ما فعله الصحفيون انهم نشروا الحقيقة وما حدث دون تدخل لم يكن مطلوب منهم ان يجملوا قبيحا او يكتبوا ما يريد المرشد ان يقرأه.
كما النقيب صمت النقابة وقتها التي لم تصدر بيانا علي الأقل يشير عتابا للمرشد، فردد الصحفيون في النقابة “مش حايعمل حاجة” علما بأن ممدوح الولي محسوبا علي الجماعة.


وتناولت منظمة مراسلون بلا حدود “منظمه غير حكومية” فى تقيمها علي وضع الصحفيين بعد عام من انتخاب محمد مرسى(يونيو ٢٠١٣) أعربت عن قلقلها البالغ بخصوص حرية الإعلام فى مصر وكانت تري ان سقوط مبارك بادرة أمل فى حدوث تحسن ملحوظ، في حرية الاعلام في بلد يطمح الي الديموقراطية .
وأشارت المنظمة إلي أنه فى الدستور الجديد (٢٠١٢) اصبح الاعلاميون والصحفيون خاصة تحت طائلة القانون، وزادت الملاحقات القضائية لهم بل أصبحوا هدف متعمد من حزب الحرية والعدالة فى ظل إنفلات من العقاب ليس إلا دليل علي عرقله التغطية الإعلامية واخفاء الاحتجاجات السياسية والاجتماعية التي طالت الشارع المصري آن ذاك.
كان دستور الإخوان فى الماده( ٤٥) يتضمن الحق لكل فرد فى التعبير عن رأيه بالقول او الكتابه او التصوير ولكنها فى الماده(٣٥)تسمح للنظام الحاكم إدانة الاعلامين الذين يطلقون إنتقادات ضد الرئيس او الحكومة بل كانت تهمه اهانة الرئيس اكثر الاتهامات شيوعا.
فى ٢٠١٢ أصدر أحمد فهمى “زوج شقيقة مرسي” رئيس مجلس الشوري وقتها قرارابوقف الصحفي جمال عبدالرحيم، عن عمله كرئيس لتحرير جريده الجمهورية، وهو ما تم رفضة من الجامعة الصحفية، باعتبار انه اعتداء علي منصب رئيس التحرير .
فى ديسمبر٢٠١٢ ارسلت مراسلون بلا حدود خطابا الي مرسي معربة عن تراجع سقف الحريات والملاحقات القضائية للإعلامين، خاصة بعد الحكم علي توفيق عكاشة بالسجن لمدة ٨ اشهر وان مصر احتلت المركز ١٥٨ فى التصنيف الدولي ١٧٩ .
تكليف النقابي الإخواني صلاح عبد المقصود وزيرا للإعلام، كان تأكيدا علي الاتجاه الي اخونة الدولة، وفي ديسمبر٢٠١٢ قررت حوالي٢٠ صحيفة خاصة وحزبية حجب النشر احتجاجا علي طرح الدستور للإستفتاء بما شابه من العوار فى سقف الحريات.
وفى ديسمبر ٢٠١٢ لقي الصحفى الحسينى ابو ضيف مصرعه بطلق ناري فى رأسه أمام قصر الاتحادية اثناء ثغطيته للموجهات بين مؤيدى مرسي ومعارضيه وغابت الحيادية فى التحقيق .
اما ماتعرضت له مدينة الإنتاج الإعلامي من قبل السلفيين والتي تضم مكاتب قنوات فضائية مستقلة من حصار(/٢٥/٢٤)م ٢٠١٣ ، تأكيدا علي القول ان الجماعة قد نصبت للإعلامين العداء بعد زيف ادعاءهم انهم جماعة دعويهة.. فهل حقا ذلك وهل تجاوز الإعلام الخطوط الحمراء..؟
إن الجدل حول تأثير الإعلام ليس جديد، فهناك انقسام بين خبراء الإعلام حول هذه القضية، فالبعض يري انه قادر علي التغير للأفضل والبعض يري انه قادر علي إثاره العنف، والاكثر وسطية يري انه يقوم بدور حاسم ولكنه ليس المسؤول الوحيد.
وفي نهاية التحقيق حاولت “الجمهورية والعالم” رصد وتقصي بعض الحقائق وما نشر علي صفحات الجرائد وما قيل علي لسان الجماعة الإخوانية وما علي القارئ سوي أن يميز بين الحقيقة والسراب .

Visited 1 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق