الحرب بين إسرائيل وحزب الله: معوقات التوصل إلى وقف إطلاق النار

أعلنت السلطات اللبنانية عن ارتفاع عدد القتلى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على وسط بيروت إلى 20 شخصًا، بالإضافة إلى عشرات المصابين. واستهدفت الغارات مبنى سكنيًا مكونًا من ثمانية طوابق، فيما أكد أمين شري، عضو حزب الله، أن المبنى لم يكن يضم أي مسؤولين من الحزب.

الهجوم تسبب أيضًا في تدمير واجهات المباني المجاورة وعدد من السيارات، حيث أشار وليد الحشاش، أحد أفراد الحماية المدنية اللبنانية، إلى أن المنطقة المتضررة ذات كثافة سكانية عالية وشوارعها ضيقة، مما صعّب عمليات الإغاثة.

التصعيد يعقّد جهود التهدئة

تشهد بيروت تصعيدًا خطيرًا مع استمرار الغارات دون إنذار مسبق، وهو تصعيد لم تعهده العاصمة منذ سنوات. يأتي ذلك في وقت يعمل فيه الدبلوماسيون على التوسط لوقف إطلاق النار، إلا أن النتائج تبدو غير مضمونة.

التصعيد تزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكستين إلى المنطقة، حيث يسعى للتوصل إلى اتفاق لإنهاء أشهر من القتال بين الجانبين.

نقاط الخلاف حول وقف إطلاق النار

يقترح الاتفاق الحالي وقف إطلاق النار لمدة شهرين، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، مقابل إنهاء حزب الله وجوده المسلح جنوب نهر الليطاني.

تتضمن الخطة انتشار آلاف الجنود اللبنانيين وقوات حفظ السلام الأممية في المنطقة الحدودية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة دولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق.

إلا أن إسرائيل تطالب بضمانات أكبر لإزالة أسلحة حزب الله من المنطقة، إضافة إلى حقها في تنفيذ ضربات داخل لبنان إذا رأت أن الحزب ينتهك الاتفاق. هذا البند يواجه رفضًا لبنانيًا كونه ينتهك السيادة الوطنية.

كما يبرز خلاف حول الدول المشاركة في لجنة المراقبة، حيث ترفض إسرائيل مشاركة فرنسا نظرًا لعلاقاتها التاريخية مع لبنان.

غارة على صيادين فلسطينيين

وفي حادث منفصل، أسفرت غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين في مدينة صور الساحلية.

وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن الضحايا هم لاجئون فلسطينيون من مخيم الرشيدية كانوا يمارسون الصيد.

محمد بكاي، المتحدث باسم حركة فتح في صور، علق قائلاً: “لا يمكنك أن تخبر من يحتاج إلى الطعام أنه لا يستطيع الصيد”، في إشارة إلى التحذيرات الإسرائيلية السابقة بتجنب الساحل الجنوبي للبنان.

خسائر الحرب

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 3,500 شخص في لبنان ونزوح حوالي 1.2 مليون شخص، ما يعادل ربع السكان.

في المقابل، لقي نحو 90 جنديًا و50 مدنيًا إسرائيليًا حتفهم جراء القصف والاشتباكات في شمال إسرائيل.